أجرى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس محادثات مع الرئيس حافظ الاسد في اطار اتصالات بلاده مع الاطراف المعنية ل"احياء" المفاوضات السورية - الاسرائىلية، ذلك بعدما اجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل يومين محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك والعقيد الركن الدكتور بشار الاسد. ونقلت مصادر مطلعة ل"الحياة" عن الاسد قوله ان دمشق "لن تمنع اسرائىل من الانسحاب، لكن مشكلة المقاومة ستبقى في وجه اسرائىل". وأكد فيدرين ان سورية واسرائىل لم تتوصلا الى "الاساس" الذي ينبغي ان تستأنف عليه المفاوضات، وان "العقبة" تكمن في وجود "مفهوم" لكل طرف حول ماتوصلت اليه المفاوضات الثنائية في عهد رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين. وقال فيدرين في لقاء مع عدد من الصحافيين المرافقين له: "من اجل ايجاد حل لمسألة الجولان لمصلحة سورية واسرائيل يجب تجاوز كل العراقيل، ويجب بدء المفاوضات مع الحفظ على المبادئ والمواقف". وعلمت "الحياة" ان الوزير فيدرين حاول اقناع الاسد بتجاوز وضع شروط مسبقة وبدء المفاوضات والافادة من مناسبة تاريخية من اجل دفع عملية السلام. وقال: "ان الاسد اكد له ان سورية تعتبر انها دولة ملتزمة مسيرة السلام منذ زمن طويل"، وذكّره بالمراحل الطويلة التي قطعتها سورية في البحث عن السلام، مؤكداً ان دمشق تريد حل واستئناف المفاوضات. وعلمت "الحياة" ان وزير الخارجية الفرنسي حاول اقناع الاسد بوجوب تجاوز معضلة الشرط المسبق لبدء المفاوضات، وان فرنسا "نصحت" سورية بوجوب ان لاتعطي الانطباع انها ترفض المفاوضات لانها "في موقع قوي جداً". وكان لافتاً امس تشكيك السفير البريطاني في دمشق باسيل ايستوود ب"حتمية" تحقيق السلام بين سورية واسرائىل، مع انه اكد ان "آفاق السلام افضل اليوم مما كانت عليه في اي وقت مضى منذ العام 1948". واكد الرئيس الاسد استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائىل من "النقطة التي وصلت اليها" في بداية العام 1996، وانها "متمسكة بعملية السلام وفق الاسس المتفق عليها". وقال الناطق الرئاسي جبران كورية ان لقاء الاسد - فيدرين تناول "عملية السلام والمراحل التي قطعتها والجهود التي تبذلها فرنسا لاعادة انعاش عملية السلام ومحادثاتها وازالة العقبات الماثلة في طريقها"، بعدما سلم فيدرين "رسالة" من الرئيس الفرنسي في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية السوري فاروق الشرع والسفيران السوري الياس نجمة والفرنسي شارل هنري دراغون. وغادر الوزير الفرنسي صباح اليوم الى بعلبك ثم الى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين وبحث عملية السلام والاقتراح الاسرائىلي للانسحاب من جنوبلبنان. باراك: فكرة حدود 4 حزيران مرفوضة من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس أن باراك يرفض فكرة حدود الرابع من حزيران 1967، كأساس لتجديد المحادثات مع سورية كما تطالب بذلك دمشق. وقال مصدر في مكتب باراك إن "ليس هناك مبرر لخط الرابع من حزيران. وهو يشمل منطقة سيطرت عليها سورية في عمل عدواني، والتحكم في المنطقة يجعل مصادر إسرائيل المائية في خطر. وهذا الخط ايضا لا يتماشى مع قرارات الاممالمتحدة. ومن جهة أخرى لا يستطيع أحد أن يثير تساؤلات في شأن الحدود الدولية".