عملت "الحياة" أمس ان الشرطة البريطانية قررت وقف جهودها لمحاكمة إسلاميين مصريين تشتبه في دور لهما في نشاط إرهابي مزعوم. إذ أبلغت الشرطة غاريث بيرس، محامية السيد ياسر السري مدير "المرصد الإعلامي الإسلامي"، أنها أسقطت عنه الإتهامات الموجهة اليه بالضلوع في الإرهاب. ويُتوقع ان تكون محامية مسؤول منظمة "أنصار الشريعة" السيد مصطفى كامل أبو حمزة المصري تبلّغت قراراً مُماثلاً، لكن ذلك لم يكن مُمكناً مساء أمس. وكان السري اعتُقل في آذار مارس الماضي مع "أبو حمزة المصري" وشاب من أصل أفريقي يُشتبه في علاقته بتدريب ناشطين إسلاميين على أعمال قتالية. لكن فرع "مكافحة الإرهاب" في اسكتلنديارد الذي نفّذ عملية الإعتقال، إضطر بعد أربعة أيام الى إطلاق الثلاثة بكفالة على ان يمثلوا أمام محققي الشرطة مركز تشيرينغ كروس، وسط لندن لتقديم توضيحات عن مستندات صودرت من منازلهم. وعلى أساس هذه "التوضيحات"، كانت الشرطة تأمل بأن تتمكن من توجيه إتهامات اليهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب. غير ان محامي الثلاثة جادلوا بحق موكليهم في التزام الصمت وعدم تقديم التوضيحات التي تطلبها الشرطة. وكانت اسكتلندريارد تطلب في كل مرة مزيداً من الوقت لتحديد هل تنوي محاكمة الثلاثة أم تُسقط الإتهامات عنهم. وكان الموعد الأخير لمثولهم أمام الشرطة مُقرراً في 22 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. لكن رسالة من الضابط المسؤول عن القضية في فرع "مكافحة الإرهاب" الى غاريث بيرس، المحامية المعروفة بالدفاع عن قضايا حقوقية، أبلغتها بأن الشرطة قررت وقف ملاحقة موكّلها. وتحمل الرسالة تاريخ 11 تشرين الثاني الجاري. وعلى رغم ان الشرطة لم تعلن أبداً سبب إعتقال الثلاثة، إلا ان الواضح انها كانت تتعلق - من بين أمور أخرى - بمزاعم عن علاقة بعضهم بعمليات إرهابية في اليمن. ومعلوم ان صنعاء إشتكت للندن من نشاط "إرهابي" مزعوم ل "أبو حمزة" متهمة إياه بأنه يُشجّع الإرهاب على أراضيها. واعتقلت السلطات اليمنية نجل "أبو حمزة" وابن زوجته في نهاية العام الماضي وبداية هذه السنة بزعم تخطيطهم مع مجموعة من المسلمين البريطانيين للمشاركة في عمليات تفجير وتخريب في عدن. ودانت محكمة يمنية هؤلاء المعتقلين وهم ثمانية بريطانيين وجزائريان بالضلوع في التخطيط لعمليات ارهابية في عدن بالإشتراك مع جماعة "جيش عدن الإسلامي" بزعامة زين العابدين أبو بكر المحضار أبو الحسن. وأعدمت السلطات اليمنية المحضار الشهر الماضي بعدما دانه القضاء بتهمة خطف 16 سائحاً غربياً قُتل أربعة منهم خلال عمليهم تحريرهم في أبين في 28 كانون الأول ديسمبر 1998