وصف المسؤولون الدوليون في كوسوفو سقوط الطائرة التي كانت تنقل الغذاء الى الاقليم بأنه "أليم ومأسوي"، واستبعدوا تماماً ان تكون القوات اليوغوسلافية تسببت في الحادث. وكانت الطائرة سقطت أول من امس الجمعة قرب مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو قرب الحدود مع صربيا في منطقة عمل الوحدات العسكرية الفرنسية، وأفاد ناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية انها "اصطدمت بجبل نتيجة الضباب الكثيف إضافة الى مصاعب فنية آنية". واستبعد الناطق ان يكون الحادث نتيجة عمل تخريبي محلي أو يوغوسلافي، وأضاف انه تم انتشال جهاز تسجيل وقائع الرحلة "الذي قد يكشف مزيداً من أسباب سقوط الطائرة"، واشار الى وصول عدد من الخبراء الفرنسيين والايطاليين للتحقىق في الحادث. وأوضح انه تعذر على قائد الطائرة الهبوط في مطار بريشتينا بسبب الاحوال الجوية السيئة "مما اضطره الى مواصلة التحليق". ومعلوم ان قيادة قوات حفظ السلام تتحكم في توجيه الطائرات في أجواء كوسوفو والهبوط في مطار بريشتينا، فيما تتولى وحدة روسية أمور الأمن والحماية الأرضية للمطار. وكان برنامج الغذاء العالمي استأجر الطائرة الفرنسية الصنع لنقل المواد التموينية الى الاقليم في رحلات عادية يومية من العاصمة الايطالية روما الى بريشتينا، وأدى الحادث الى قتل 24 شخصاً 21 راكباً و3 من طاقمها كانوا على متنها، انتشلت فرق الانقاذ التابعة لحلف شمال الاطلسي جثثهم من موقع الحادث ونقلتها الى مستشفى في بريشتينا. وتأخر الوصول الى حطام الطائرة حوالى 20 ساعة بسبب حقول الالغام الكثيرة التي كانت زرعتها القوات العسكرية الصربية في المنطقة أثناء وجودها في الاقليم. وحسب المعلومات التي ذكرتها أبراج المراقبة في البلقان فإن الطائرة عبرت الاجواء الالبانية والمقدونية ودخلت سماء كوسوفو بصورة عادية. وهذه أول طائرة تتحطم في كوسوفو منذ انتشار القوات الدولية قبل خمسة اشهر، واعرب قائد قوات حفظ السلام في الاقليم الجنرال كلاوس راينهارد عن حزنه العميق على ضحايا الطائرة "الذين كانوا يقومون بمهمة انسانية تجاه سكان كوسوفو". وعقد رئيس الادارة المدنية الدولية في الاقليم برنار كوشنير مؤتمراً صحافياً قرب مكان سقوط الطائرة، تحدث فيه عن الأضرار التي خلفها الحادث الذي وصفه بأنه "كارثة أليمة ومأسوية". ومن جهة اخرى، أفاد الناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا الجنرال رولان لافوا امس ان "ستة أشخاص قتلوا اضافة الى عدد من الجرحى نتيجة حوادث العنف في أنحاء الاقليم خلال ال24 ساعة الأخيرة". ووصف الضحايا بأنهم "من الصرب والألبان الذين لحقت بهم اصابات نتيجة اطلاق النار وانفجارات القنابل".