غادر الرئيس ياسر عرفاتلندن امس متوجهاً الى هولندا، وذلك بعد زيارة قصيرة لبريطانيا اطلع خلالها المسؤولين البريطانيين على مستجدات عملية السلام، مؤكداً ان القدس عاصمة فلسطين ومشدداً على القضايا التي يجري التفاوض عليها في المرحلة النهائية. ورغم ان هذه الزيارة كانت العاشرة التي يقوم بها عرفاتللندن، الا انها اكتسبت طابعاً اكثر حميمية عكسته مواقف المسؤولين البريطانيين، واشادة المسؤولين الفلسطينيين بما قوبلوا به من حفاوة والارتياح الذي بدا على الرئيس الفلسطيني. ووصف عرفات اللقاء بأنه "ايجابي وبناء"، مشيراً الى اهمية الدور الذي تلعبه بريطانيا واوروبا بالتوازي مع الادوار الاميركية والمصرية والأردنية. وأضاف انه وجد لدى بريطانيا الدعم الكامل واستعداداً لبذل جهود للمساعدة على تخطي العقبات. هذه الجهود شرحتها مصادر بريطانية بالقول انها ستكون على مستويين: الاول سياسي في اطار بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة اطراف العملية السلمية في التغلب على العقبات من خلال العلاقة الخاصة البريطانية - الاميركية، مع التشديد في الوقت نفسه على ان الدور الرئيسي منوط بالأطراف نفسها. اما المستوى الثاني فهو اقتصادي، سواء ثنائياً بدعم البنى التحتية او عبر الاتحاد الاوروبي. وأوضح المفوض الفلسطيني العام في المملكة المتحدة السيد عفيف صافية ان البريطانيين كانوا يتحدثون عن الدولة الفلسطينية كأمر واقع، حتى ان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين تحدث عن "فلسطين الجديدة". وأضاف صافية ان عرفات اطلع كبير أساقفة بريطانيا، اسقف كانتربري جورج كاري على مجريات عملية السلام وان كاري وعده بالكتابة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لسؤاله عن 3 قضايا: اللاجئين والقدس والمستوطنات. هذه الأجواء الحميمة عكست نفسها ايضاً في ختام اللقاء بين عرفات ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 10 داوننغ ستريت مساء اول من امس، اذ كان لافتاً ان يخرج بلير وحده ويغادر المبنى تاركاً عرفات خلفه، او على الأقل هذا هو الانطباع الذي تولد لدى من كانوا خارج المبنى. لكن الصورة من الداخل كانت مختلفة، اذ بعد ان استأذن بلير عرفات بالمغادرة للحاق باجتماع مهم، همّ بالخروج، لكنه عاد أدراجه محرجاً واعتذر مجدداً من الرئيس الفلسطيني قبل ان يغادر. وعقب اللقاء شدد عرفات على ثلاث مسائل: ان القدس التي يتحدث عنها كعاصمة للدولة الفلسطينية هي المدينة المقدسة هولي سيتي المحتلة عام 1967، وان قضايا المفاوضات النهائية هي القدس واللاجئون والمستوطنات والمياه والحدود، وان القرار 242 هو نقطة المرجعية وأرضية الاتفاقات الفلسطينية - الاسرائيلية منذ مدريد وصولاً الى اتفاق شرم الشيخ الاخير بإقرار الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة. وسألت "الحياة" الرئيس الفلسطيني ان كان يعوّل على شيء محدد للتقريب بين وجهات النظر المتباعدة بين الفلسطينيين واسرائيل ازاء قضايا المفاوضات النهائية، فقال: "لقد حاولوا شطبنا من المعادلة السياسية والجغرافيا، لكننا نجحنا في تثبيت انفسنا على الارض. نحن الرقم الصعب". ووقع الرئيس الفلسطيني خلال وجوده في لندن على اتفاق بين السلطة الوطنية الفلسطينية وشركة "بريتيش غاز" للتنقيب عن الغاز في المناطق البحرية المقابلة لقطاع غزة. وتشترك في العقد الموقع شركة "سي. سي. سي" ويسري مفعوله ل25 عاماً.