دعا الاتحاد الأوروبي الى استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف "في أقرب وقت ممكن" للإفادة من مناخ تحريك المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وأعرب المفوض الجديد للسياسة الخارجية الأوروبية كريس باتين، غداة انتهاء زيارة الرئيس الفنلندي اهتيساري الى منطقة الشرق الأوسط، عن الأمل في "استئناف مبكر" للمفاوضات على المسارين السوري واللبناني. وعرض الرئيس اهتيساري امكانات بلده المحايد لاستضافة المفاوضات بين اسرائيل وكل من سورية ولبنان. وينتظر أن تبحث قضايا السلام والتطورات المقبلة في اجتماع يعقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيرهم الاسرائيلي ديفيد ليفي الاثنين المقبل في لوكسمبورغ. ورأى مفوض السياسة الخارجية كريس باتين بريطانيا في خطاب يشبه خطة عمل، ألقاه أمام النواب الأوروبيين ان بدء إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي والافراج عن المعتقلين وافتتاح الممر الآمن يؤكد ان الجانبين "بدءا يبذلان مرة أخرى جهودهما لبلوغ السلم الدائم". لكن المفوض باتين لم يقلل من حجم الصعوبات القائمة في بداية مفاوضات الوضع النهائي، وشدد على أن الاتحاد الأوروبي سيبذل "قصارى جهده" من أجل مساعدة الطرفين على احترام استحقاق موعد شباط فبراير المقبل ووضع اطار اتفاق للحل النهائي. وأوضح ديبلوماسي أوروبي الى "الحياة" استعداد الاتحاد الأوروبي تقديم العون الى الجانبين "للمساعدة على حل معضلة اللاجئين" وتقديم وعود التعويضات المالية "بعد إقرار حق العودة" والمساهمة من جهة ثانية في حل مشكلة المياه. وأكد المفوض كريس باتين ان الاتحاد يلح، في الأمد القريب، على تنفيذ مشروع ميناء غزة والمرور بين غزة والضفة الغربية. وعلى الصعيد الاقليمي، يدعو الاتحاد الأوروبي الى استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف التي كانت تفرعت عن مؤتمر مدريد في 1991، وجمدها الجانب العربي على إثر السياسات المدمرة التي سلكها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو. وقال المفوض باتين ان الاتحاد الأوروبي جدد دعواته، بصفته رئيس لجنة التعاون الاقليمي، من أجل استئناف لجنة التوجيه التابعة للجنة العمل الخاصة بالتعاون الاقتصادي الاقليمي "في اقرب وقت ممكن". وأوضح المسؤول الأوروبي ان استئناف الاجتماعات المتعددة الأطراف من شأنه، "بعد أعوام المأزق" جمع الاسرائيليين والفلسطينيين والمصريين والأردنيين على مستوى رسمي. ويتوقع أن تعقد الدورة المقبلة للاجتماعات المتعددة الأطراف في عمان. كما ستوافق المفوضية الأوروبية على برنامج عمل يشجع اللقاءات بين ممثلي المجتمع المدني "من الاسرائيليين والعرب". وينتظر أن يقدم مفوض السياسة الخارجية الى المجلس الوزاري خطة مالية بقيمة 20 مليون يورو 21.4 مليون دولار لتمويل مشاريع التعاون بين المثقفين والخبراء من الجانبين العربي والاسرائيلي. وفي شأن المساعدات الأوروبية لفائدة الفلسطينيين شدد باتين على "وجوب أن يعمل الاسرائيليون والفلسطينيون على ازالة العراقيل التي تحول دون وصول المعونات الدولية الى أهدافها"، وعلى حاجة الفلسطينيين "الى الاستمرار في مسار تعزيز بناء المؤسسات والشفافية في سير الموازنة" وضرورة ان يجد الاسرائيليون "الوسائل المناسبة التي توفق بين استحقاقاتهم الأمنية المشروعة وحاجات التنمية الحيوية بالنسبة الى الفلسطينيين". وكشف مفوض السياسة الخارجية ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق على استنتاجات كانت قدمتها هيئة من الخبراء المستقلين حول تعزيز بناء المؤسسات الفلسطينية. وتحفظت المفوضية عن نشر التقرير الذي أعدته الهيئة التي ضمّت شخصيات سياسية اوروبية بارزة من بينها رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشيل روكار ونظيره الاسباني السابق فيليبي غونزاليس ووزير الخارجية الألماني السابق هانز ديتريش غينتشر. وعين الرئيس ياسر عرفات فريقاً من الوزراء لمتابعة توصيات الهيئة الأوروبية وينتظر أن يعقد الوفد الفلسطيني والشخصيات الأوروبية اجتماعاً مع الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية رومانو برودي، في موعد لم يحدد بعد.