تسابقت "جبهتان" من المثقفين السوريين والعرب المقيمين في دمشق على اعلان التضامن مع الفنان اللبناني مارسيل خليفة. وبعد "العريضة" التي ارسلها قبل يومين 89 مثقفاً للتضامن مع الاعتصام امام نقابة الصحافيين في بيروت، اعلن 86 مثقفا بياناً للتضامن مع خليفة مستنكرين "نوايا محاكم التفتيش الجديدة". لكن اللافت في "البيان" و"العريضة" غياب التنسيق بين "الجبهتين"اللتين نظمتا المذكرتين، ذلك ان عدداً من الاسماء تكرر في كل منهما في وقت غابت اسماء مثقفين كبار في كل منهما، اذ غاب او غُيّب اسم مخرج "نجوم النهار" اسامة محمد عن "البيان" واسم مخرج "الليل" محمد ملص عن "العريضة". في مقابل ذلك، الامر الاكثر استغراباً هو اسرية - عائلية المذكرتين في سياق "توريث الثقافة" حيث تضمنت كل منهما اسماءً لاشخاص في بداية الطريق، فحضر في "البيان" اسم الناشر مجد حيدر مع اسم ابيه الروائي حيدر حيدر، وفي "العريضة" اسم طالب النقد المقيم في خارج البلاد زياد عدوان مع ابيه الشاعر ممدوح عدوان. هناك امثلة كثيرة اخرى تؤكد هذه التوجهات، يضاف اليها تكرار اسماء مثل صادق جلال العظم ونزيه ابو عفش وعادل محمود وحسن م يوسف وابراهيم صموئيل وهيثم حقي وميشل كيلو وآخرين. ازاء ذلك لا يكفي القول ان السبب هو "الاضطرار لاعلان موقف عاجل" لتبرير ما حصل في الساحة الثقافية السورية. ربما المنقذ الوحيذ لذلك هو ابراز مدى تعجل هؤلاء المثقفين في التضامن مع مثقف لبناني، بالتزامن مع السؤال: ماذا كان المثقفون اللبنانيون فعلوا لو ان مثقفاً سورياً تعرض لموقف مشابه؟ وكان 89 مثقفاً وجهوا الثلثاء الماضي "رسالة تضامن من دمشق مع مارسيل خليفة" بعنوان "الى من يهمه الامر: انا يوسف يا ابي" عبر الفاكس الى مقر الاعتصام في العاصمة اللبنانية، فاصدر امس 86 مثقفاً بياناً جاء فيه: "في الوقت الذي يحتفل فيه العالم العربي ببيروت كعاصمة للثقافة العربية، نستغرب ان يفتح من جديد ملف اغنية خليفة باصدار القرار الظني بملاحقة هذا المبدع الوطني الكبير، بالذات من هذه العاصمة التي شكلت على مدار سنوات طويلة في اذهان كل المثقفين العرب واحة حرية ومنارة ومثالاً على الديموقراطية والتعددية واحترام حريات التعبير والابداع".