خرجت قضية الفنان مارسيل خليفة من نطاقها القضائي واللبناني، لتتخذ طابعاً ثقافياً عربياً عبرت عنه حملات تضامن وعرائض موقعة في غير عاصمة عربية وأجنبية. فبعد اللقاء الذي عقد تضامناً مع خليفة اول من امس في بيروت، وتبنى فيه المئات عمل "ركوة عرب" الذي تضمن اغنية "أنا يوسف يا أبي" موضوع الدعوى القضائية عليه، برز امس موقف لافت لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الذي اعرب عن اعتقاده ان في استطاعة النيابة العامة التمييزية اللبنانية الغاء القرار القضائي الذي ظن في خليفة على انه حقّر الشعائر الدينية بتلحينه وغنائه آية قرآنية، "فينتهي الموضوع عند هذا الحد، واذا أحيل على المحكمة يمكن ان يبرأ". وأكد ان "القضية ليست في محلها وليس فيها اي امر مخالف للدين، ويبدو ان فيها تسرعاً ولكن من دون سوء نية". وأبلغ خليفة "الحياة" امس انه تلقى سيلاً من برقيات التأييد من هيئات وجمعيات اهلية وثقافية عربية عدة من جدة وسلطنة عمان وتونس والبحرين والكويت وقطر، تعلن تضامنها معه. ووقّع كل من أدونيس وخالدة السعيد وصلاح ستيتية وبرهان غليون وفاروق مردم بك وقيس جواد وشاكر نوري ونجوى بركات وفيصل جلول عريضة في باريس تطالب بوقف ملاحقة خليفة "لاعتقادنا ان الاغنية - التهمة لا تنطوي على اي احتقار للرسالة النبوية، لا بل يمكن اعتبارها صرخة صادقة ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية والعربية". كذلك تلقى خليفة بياناً من جهات ثقافية ومراكز فنية في فلسطين تستنكر ملاحقة خليفة، معتبرة أن الاغنية "لا تحمل أي تحقير للدين وللمسلمين"، متسائلة "هل من رغبة في قمع المثقف الجاد وحرية التعبير والابداع؟". وأبدى اتحاد كتّاب المغرب قلقه "لتعرض خليفة للمضايقة التي بلغت أشدها عندما نزل خبر اتهامك بتحقير الشعائر الدينية لا لشيء الا لأنك سعيت الى منح شعر محمود درويش مغزاه الرمزي الانساني العميق، من خلال مقاطع تكشف الحتمية الصراعية التي يحفل بها تراثنا الثقافي العربي الاسلامي". وأعرب عن تضامنه مع خليفة داعياً "جميع الاطراف والجهات والشخصيات والمؤسسات الوطنية والشعبية في الوطن العربي الى حمايته وحماية كل المبدعين والفنانين والمثقفين العرب". وأيد خليفة ايضاً فرع لبنان في جمعية مثقفي كردستان، معتبراً أن "القضية تشكل منحى خطيراً ومخيفاً كون الساحة الثقافية اللبنانية هي الأكثر تحرراً في الشرق".