} وجه الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف رسالة الى البابا يوحنا بولس الثاني طلب فيها تدخله "لحماية الشعب الشيشاني من الابادة". واتهم العالم الاسلامي ب"اللامبالاة" حيال المأساة، فيما اكد الرئيس الانغوشي رسلان اوشيف ان موسكو رفضت منح مسخادوف ممراً لحضور اجتماع رؤساء جمهوريات القوقاز للتوصل الى تسوية سلمية. وأشار الى "كارثة انسانية" قال ان موسكو تتجاهلها. وتعرضت غروزني لمزيد من القصف طاول ايضا منازل قادة سياسيين وعسكريين. وقالت الرئاسة الشيشانية ان غروزني تحترق. قال سعيد عبدالمسلموف السكرتير الصحافي للرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف امس الخميس ان الاخير بعث برسالة الى البابا اكد فيها انه لم يوجه رسالته اليه "الا بعدما تأكدت من ان العالم الاسلامي لا يكترث بمأساة الشعب الشيشاني ونداءاتنا المتكررة". وأشار الرئيس في رسالته الى ان العمليات ادت الى مقتل 3265 مدنياً وجرح ما يربو على خمسة آلاف و"تحويل العاصمة غروزني الى انقاض". وطلب من البابا والعالم المسيحي حماية الشعب الشيشاني من "ابادة لا علاقة لها اطلاقاً بمكافحة الارهاب والجريمة". وتعرضت غروزني امس الى المزيد من الغارات. وذكر ناطق باسم ديوان الرئاسة ان "الاحياء السكنية تحترق". وأضاف ان هناك خطة مدروسة لقصف منازل اعضاء القيادات السياسية والعسكرية. فبعد استهداف منزلي القائد الميداني شامل باسايف والرئيس السابق سليم خان ياندربييف، قصفت امس منازل نائب رئيس الوزراء السابق مولوالي اوروغوف واثنين من القادة الميدانيين. واعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن طائراتها سجلت "رقماً قياسياً"، بقيامها بمئة طلعة جوية، أسفرت عن مقتل 250 شخصاً وتدمير ثلاث مدرعات. وأكدت الوزارة ان طوق الحصار يشمل 80 في المئة من محيط العاصمة الشيشانية وتوقعت "اكتماله" قريباً. وفي غرب الجمهورية، دخلت وحدات روسية اطراف غوديرسيس ثاني اكبر المدن الشيشانية، لكنها لم تتوغل فيها خوفاً من مكامن محتملة. وبدأت عمليات "تمشيط" في شوارع المدينة. وعلى الصعيد السياسي، اكد آوشيف ان موسكو احبطت محاولة لتحقيق تسوية سياسية، برفضها توفير ممر آمن لانتقال مسخادوف الى أراضي انغوشيتيا حيث كان مقرراً ان يعقد امس اجتماع يحضره قادة جمهوريات ومقاطعات شمال القوقاز لدرس اقتراحات اعدها الرئيس الشيشاني تتضمن مشاركته في مكافحة الارهاب. وذكر اوشيف ان قرار موسكو يعني انها "لا تنوي التفاوض ... واختارت طريق القوة". وتوقع اقتحام غروزني ولكنه حذر من خسائر فادحة. وقال ان الشيشانيين سيواصلون المقاومة من المناطق الجبلية. وأضاف ان "المعارك الاهم، لم تبدأ بعد". وعزا الرئيس الانغوشي اصرار موسكو على الحل العسكري الى "اسباب انتخابية" في روسيا، ولم يستبعد احتمال طلب قوات دولية الى منطقة النزاع لوقفه. وأكد الحاجة الى مساعدات عاجلة لاغاثة 190 ألف لاجئ، شيشاني في انغوشيتيا، مشيراً الى ان المركز الفيديرالي "لا يعترف بوجود كارثة انسانية". وفي اشارة واضحة الى اهداف موسكو، قال وزير الدفاع ايغور سيرغييف لدى تفقده القطعات الروسية في المناطق الشمالية من الشيشان، "اننا جئنا لكي لا ننسحب ابداً". وقدم رئيس لجنة القوميات في مجلس الدوما فلاديمير زورين الذي يعد من ابرز صانعي السياسة الروسية في الشيشان، اقتراحاً يقضي بأن تشكل "حكومة شيشانية ائتلافية مناوئة للارهاب" من سبعة اشخاص بينهم سالامبك حجييف الذي كان رئيساً للوزراء في غروزني اثناء وجود القوات الفيديرالية، ورسلان حسبولاتوف رئيس البرلمان الروسي السابق. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف الذي يزور باريس ان "التسوية النهائية لا يمكن ان تكون الا سياسية". ولكنه شدد على ضرورة محاربة "العصابات". ودعا الى تعاون دولي في هذا الاطار. واتهم جورجيا بتوفير "ممر" يستغله المقاتلون الشيشانيون. وذكر ان مفاوضات تجرى حالياً لاغلاق هذا الممر. وبين جورجيا والشيشان، حدود تمتد 82 كيلومتراً وجرى خلال السنتين الماضيتين شق طريق من الجانبين بتمويل شيشاني الا ان السلطات الجورجية أوقفت انجازه بضغوط من روسيا. وبعدما رفضت تبليسي عروضاً من موسكو لفرض "سيطرة مشتركة" على الحدود، قامت الطائرات الفيديرالية بتدمير جسور ومعابر على نهر ارغون حيث يمر الطريق وتلغيم قطاعات مهمة منه. وخلال الأيام الاخيرة بدأت القوات الروسية التقدم نحو الحدود الجورجية، في محاولة لاحكام السيطرة على الشريط الحدودي.