اعتبر العاهل الأردني ان قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية الذي اتخذه الأردن عام 1988 "لم يكن يعني ولن يعني فك ارتباط بين أبناء الشعب الأردني الواحد، كما لم يكن يعني ولن يعني فك ارتباط الأردن بالقضية القومية الأولى قضية فلسطين". جاء ذلك في رسالة وجهها أمس للأسرة الاعلامية الأردنية، مشدداً فيها على "الوحدة الوطنية" التي وصفها بأنها "إحدى ثوابتنا المقدسة التي لا يجوز المس بها من قريب أو بعيد ولا تحت أي ذريعة". وتأتي رسالة الملك عبدالله الثاني في سياق امتصاص التداعيات السلبية لقرار الحكومة الأردنية اغلاق مكاتب "حركة المقاومة الإسلامية" حماس في عمّان واعتقال قيادييها، وصدور تصريحات وتعليقات تسيء إلى الوحدة الوطنية من مسؤولين وكتّاب، مثل تذكير مسؤول أردني بأحداث أيلول سبتمبر 1970 لدى تعليقه على عودة قياديي "حماس" من طهران. وكان الملك عبدالله الثاني زار أمس مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، وهي الزيارة الأولى منذ توليه عرش البلاد في شباط فبراير الماضي، وشدد خلالها على بناء "مجتمع العدالة والمساواة والوحدة الوطنية". وكانت المعارضة الإسلامية وشخصيات سياسية، هاجموا التصريحات المسيئة للوحدة الوطنية، والتي ترافقت مع الحملة على "حماس". وفي إشارة ايجابية إلى المعارضة، قال العاهل الأردني: "اننا في هذا الوطن أسرة واحدة نتساوى في الحقوق والواجبات، وان الانتماء الحقيقي لهذا الوطن والايمان برسالته هو مقياس المواطنة الصالحة بغض النظر عن الاصول والمنابت أو الاتجاهات العقائدية أو الفكرية والسياسية". وجدد العاهل الاردني في الرسالة دعمه للسلطة الوطنية الفلسطينية لنيل "حقوقهم الوطنية الكاملة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس". وفي انتقاد ضمني لتبرم مسؤولين في الحكومة من الصحافة، قال العاهل الأردني إن من "يتصدى لتحمل المسؤولية والعمل العام لا بد أن يقبل النقد بمنتهى سعة الصدر والتسامح واحترام الرأي الآخر والحرص على الاستفادة من هذا الرأي والاستدلال به على مواضع الخلل وتصويبه"، مطالباً بأن يكون النقد في إطار "الموضوعية والنزاهة ووضع المصلحة الوطنية فوق كل المصالح والاعتبارات". ومنذ توليه عرش البلاد في شباط فبراير الماضي يعطي الملك عبدالله الثاني المتزوج من اردنية ذات اصول فلسطينية أولوية لترسيخ دعائم الوحدة الوطنية. ولدى زيارته لجسر الملك حسين الذي يربط بين ضفتي نهر الاردن اعتبره رمزاً للتواصل بين الشعبين الاردنيوالفلسطيني. ووصف الملك عبدالله الثاني ابناء المخيمات بأنهم "هذه الفئة من أسرتنا الاردنية الواحدة الكبيرة التي صبرت وتحملت الكثير في الظروف الصعبة". ويصل تعداد اللاجئين في الاردن الى مليون و487 الفاً فيما يشكل الاردنيون من اصل فلسطيني اجمالاً زهاء نصف السكان. وثمن العاهل الاردني "انتماء واخلاص" ابناء المخيمات للقيادة الهاشمية. وجدد العاهل الاردني دعمه لحقوق اللاجئين وقال "سنبقى كما كنا دائماً ندعم ونساند أي حق لكم"، اضافة ألى حقوق "اهلنا واخواننا غرب النهر حتى يقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني".