اعتبر الرئيس محمد خاتمي ان الخطاب الأخير لمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي، والذي جاء بعد أزمة سياسية حادة بسبب نص مسرحي نشرته مجلة طلابية، "عنصر قيّم لإستقرار المجتمع". وفي كلمته امام مجلس الوزراء مساء أمس أشار خاتمي الى أن طبيعة الخطاب "اعطت المعنى الحقيقي لرسالة الثورة"، منبهاً الى ضرورة "تعزيز الثقة بالنفس والأمل لدى الشعب" بعد عشرين سنة على الثورة. وشدد على "اداء واجباتنا في ظل الإسلام والثورة والحرية وحرمة الشعب". واعتبر رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي ان هناك فرقاً بين الحكم والفتوى و"في ظل الحكومة الاسلامية فإن حكم الفقيه الحاكم خامنئي فقط هو النافذ". وزاد ان خطاب المرشد "اعاد الهدوء والطمأنينة الى الأجواء السياسية". إلى ذلك هاجمت صحيفة "صبح" المتشددة "المنطق الصبياني" الذي يقول بإمكان وجود قراءات متعددة للإسلام، بحسب خاتمي والاصلاحيين، ورأت ان "لأي فرد الحق في تقويم" الرئيس. وحملت بشدة على الإصلاحيين وتساءلت "كيف تدعون إلى توجيه النقد لمرشد الثورة والتراث الفكري والسياسي وتأتون بالقراءات الهدامة ولا توافقون على توجيه النقد الى رئيس الجمهورية". ودافعت الصحيفة عن بيان "رابطة علماء الدين المجاهدين" روحانيت الذي هاجم خاتمي معتبرة انه "لم يتجاوز النقد والتحذير المنطقي". يذكر أن المرشد دافع في خطابه الجمعة الماضي عن الرئيس الايراني واعتبره "رجل دين يعمل بكل ما أوتي من قوة لتقدّم هذه البلاد واعلاء كلمة الإسلام". واكدت الرابطة المحافظة في رسالة الى خامنئي انها ستلتزم كل توجيهاته، خصوصاً ما يتعلق بالمحافظة على الوحدة والإبتعاد عن النزاعات المسيئة الى الحرمات وحفظ الهدوء. ورأت ان التقصير والتساهل في ادارة الشؤون الثقافية وضعف الرقابة على المطبوعات والصحافة والفن، ادت الى احداث مؤلمة مثل نشر النص المسرحي الذي اعتبر مسيئاً إلى "امام الزمان" الامام الثاني عشر لدى الشيعة الجعفرية. واشار حجة الإسلام موحدي كرماني وهو رجل دين محافظ الى تقصير حكومة خاتمي في المسائل الثقافية، ودعا الرئيس الى "عزل" وزير الثقافة عطاءالله مهاجراني "اذا كان مقصراً". أما "منظمة مجاهدي الثورة" المعتدلة فلفتت الى تهييج المشاعر الدينية من قبل المتعصبين، ولاحظت ان المجتمع في هذه الحال "يصبح أسير الاستقطاب السياسي". في غضون ذلك أعلن نواب اليسار الإسلامي اصلاحيون والمنضوون في اطار "مجمع حزب الله" انهم سيقاطعون جلسات البرلمان "إذا لم يُسقط مشروع تعديل قانون المطبوعات" الذي قدمه المحافظون من جدول اعمال المجلس. ورأى الدكتور قلي زاده عضو لجنة رئاسة المجمع أن التعديل "سيعطي تيار اليمين سيفاً حاداً يمكنه من اغلاق كل الصحف المستقلة وصحف الثاني من خرداد" الإصلاحية التي صدرت بعد انتخاب خاتمي. ومن المقرر أن يباشر البرلمان اليوم مناقشة مشروع القانون، في ما يُعتبر جولة "كسر عظم" جديدة بين المحافظين والإصلاحيين.