شدد الرئيس محمد خاتمي على ضرورة احترام الفكر، ولمح الى محاكم التفتيش في القرون الوسطى قائلاً ان "تفتيش العقائد وتقييد الفكر وعدم احترامه لذاته سبب حتمي للتخلف". وحذر بصفته رئيس المجلس الثقافي الأعلى، لدى افتتاحه امس المكتبة المتخصصة لوزارة الخارجية من فرض "القيود والحدود" على الفكر، لأن ذلك "لن يوصلنا إلى مرحلة الانسجام والتوازن". في الوقت ذاته حذرت كتلة "مجمع حزب الله" في البرلمان الايراني من ان تيار اليمين سيسقط عن خاتمي الأهلية السياسية للحكم ويستجوبه إذا فشل انصاره الاصلاحيون في الحصول على الغالبية في الانتخابات النيابية. ويأتي كلام الرئيس الايراني في ظل تصاعد الحملة على صحف الاصلاحيين، ومحاكمة مستشاره عبدالله نوري المدير المسؤول عن صحيفة "خرداد". وتابع خاتمي أن لكل مجتمع ضوابطه التي "يجب أن تراعى لئلا تحدث الفوضى"، واضاف امام عشرات من الكتاب والمثقفين وعدد من الديبلوماسيين: "نحن في أمس الحاجة على المستوى الدولي إلى ديبلوماسية تستند الى الوعي والعلم". وحذّرت صحيفة "شما" الأسبوعية الناطقة باسم جمعية الائتلاف الإسلامية يمين متشدد من أن "صبر القوى الموالية للثورة نفد"، معتبرة أن صحف "ما يسمى المجتمع المدني" الاصلاحيين مازالت تصر على "تحريف الأخبار ونشرها بطريقة انتقائية". ورأت في ذلك تحدياً لدعوة المرشد آية الله علي خامنئي الى "التزام الهدوء وإطفاء نار الفتنة" ودفعاً بالأوضاع إلى التوتر وحال الصدام. في غضون ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة "نشاط" التي اوقف صدورها قضائياً، محمود شمس الواعظين ل"الحياة" ان مسؤولين في القضاء ابلغوه عزم محكمة المطبوعات على اعتقاله اذا لم يمثل امام المحكمة للتحقيق معه "بعد عودة خاتمي من زيارته المرتقبة لفرنسا". وشدد على أن "هذا الكلام دليل واضح على أن محاكمتي سياسية". ونفى تزويره أي وثيقة أو مقال، مؤكداً استعداده لتبني المسؤولية الكاملة عن كل ما نشرته "نشاط"، ومشدّداً على أن "قانون المطبوعات الحالي لا يسمح بمحاكمة غير المدير المسؤول وهذا ما تم". وزاد: "محاكمتي غير قانونية وكذلك التحقيق معي". وكشف ل"الحياة" احتمال "أن يصدر كلّ من آية الله موسوي أردبيلي أحد مراجع الشيعة المعتدلين في قم وآية الله يوسف صانعي مرجع إصلاحي فتوى تبرئ عبدالله نوري من التهم التي وجهتها إليه محكمة رجال الدين"، وابرزها "اهانة المقدسات والدعوة الى علاقات مع اميركا واسرائيل. وأضاف شمس الواعظين ان "صدور مثل هذه الفتوى سيجعل محاكمة نوري مستحيلة". كما استبعد ترشح هاشمي رفسنجاني للانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير مبرراً ذلك ب"الحفاظ على مكانته الوسط لضبط ايقاع الخلاف بين التيارين" الرئيسيين اليمين واليسار. الى ذلك قال ل"الحياة" عباس عبدي رئيس تحرير صحيفة "سلام" اصلاحية التي عطل القضاء صدورها، احد قادة عملية اقتحام السفارة الأميركية في طهران بداية الثورة، ان لا توجه إلى اصدار صحيفة بديلة. واعتبر ان ما يحدث في ايران من محاكمات للرأي يبين أن "الديموقراطية ونقيضها يسيران جنباً إلى جنب"، معبراً عن خشيته من عواقب الاستمرار في ضرب "رموز الثورة". وحذر رئيس منظمة الإعلام الإسلامي محمدي عراقي من "خلط البعد الثقافي الديني بالدوافع السياسية" لأن ذلك "ينذر بفجوة عميقة بين الجيل الأول والجيل الثاني للثورة"، في حين اعتبر العضو البارز في مجمع مدرسي الحوزة العلمية الإصلاحية في قم، حجة الإسلام "ايازي" أن محاكمة نوري "إعادة تنظيم لصفوف اليمين من أجل احتكار البرلمان الجديد". وذكرت مصادر قضائية أن رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي كان ينوي عزل القاضي سعيد مرتضوي قاضي محكمة المطبوعات المتشدد "لكن تدخل بعض المسؤولين الكبار جعله يتراجع".