وسط اجواء محمومة في ايران وتوقعات ب"اضطرابات واسعة" يفتعلها اليمين لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، اتهمت الأحزاب والتنظيمات السياسية والدينية الايرانية المنضوية تحت "لواء الثاني من خرداد" قوى الإصلاحيين المحافظين بالسعي الى التفرد بالسلطة، من خلال "إقصاء المنافسين لينتهي الأمر إلى ساحة سباق فيها حصان واحد" في اشارة الى اليمين. وجاء في بيان أصدرته هذه القوى احتجاجاً على الاتهامات التي وجهتها محكمة رجال الدين الى احد رموز التيار الاصلاحي، مستشار الرئيس محمد خاتمي، الشيخ عبدالله نوري أن "الجناح الذي يريد التفرد بالأمور ومع اقتراب موعد الإنتخابات التشريعية شباط - فبراير يواصل سياسات مزدوجة، اذ يؤكد دائماً حرصه على الوحدة ويفعل النقيض، وإتهام عبدالله نوري واستدعاؤه الى محكمة رجال الدين دليل على تناقض اليمين مع شعاراته المطالبة بالوحدة". وفي حين أكد البيان أن ما يجري "استحواذ مسبق على نتائج الإنتخابات"، أشار إلى أن الاتهامات الموجهة الى نوري "شبيهة باتهامات محاكم التفتيش" التي كانت تقاضي رجال الدين والفلاسفة في القرون الوسطى بسبب آرائهم ومعتقداتهم. واعتبر 12 تنظيماً وحزباً سياسياً وقعت البيان أن اجراء مثل هذه المحاكمات "تحدٍ واضح من بقايا الجناح المستأثر بالسلطة القضائية اليمين للمواقف المُعلَنة لآية الله هاشمي شاهرودي رئيس السلطة بهدف إضعاف موقفه". وشدد الإصلاحيون على أنهم "ماضون نحو أهدافهم ولن توقفهم اي عقبة". وأبدى رئيس البنك المركزي الإيراني حسن نور بخش امتعاضه من تزامن محاكمة نوري مع زيارة خاتمي المرتقبة لفرنسا، معتبراً ان ذلك "سيلحق ضرراً بإقتصاد البلاد ويزعزع ثقة المستثمرين الغربيين" به. وانتقد الإتحاد العام للطلاب اليمين المتشدد لافتاً الى ان "الأُطُر المغلقة تعتقد أن حياتها مرهونة بإشاعة الفوضى في البلاد". وأعتبر ان محاكمة نوري خطوة من المتشددين لدفع ايران إلى المجهول. الى ذلك، حذر محسن ارمين عضو اللجنة المركزية لمنظمة "مجاهدي الثورة" من أن "البلاد ستشهد إضطرابات واسعة في المدة التي تفصلنا عن موعد الإنتخابات النيابية"، معتبراً أن الهدوء الذي ساد ايران بعد خطاب مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي لن يستمر أكثر من شهر و"لأن بعض القوى السياسية داخل النظام تشعر بأن تيار الإصلاح يهدد وجودها تسعى الى تعطيل الإنتخابات أو ايجاد أجواء غير طبيعية للحد من المشاركة الشعبية، ما سيؤدي إلى اضطرابات واسعة". في غضون ذلك طالب نائب الأمين العام لحزب "كوادر البناء" وسط حسين مرعشي بمحاربة المتطرفين من اليمين واليسار لأن "وجود هؤلاء المتشددين من الجناحين يشكل خطراً جسيماً ويهدد امن المجتمع". وامس نفى ماشاء الله شمس الواعظين رئيس تحرير صحيفة "نشاط" ان يكون اعتقل بعد يوم على صدور امر قضائي بهذا المعنى.