} بقي القرار الظني الذي طلب السجن للفنان مارسيل خليفة بتهمة تحقير الشعائر الدينية لتضمينه أغنية "أنا يوسف يا أبي" من شعر محمود درويش آية قرآنية ملحنة ومغناة، في صدارة الاهتمامات في لبنان. وصدرت مواقف مؤيدة لخليفة الذي سيعقد ظهر اليوم لقاء تضامني معه في نقابة الصحافة. قال رئىس المجلس النيابي نبيه بري "لأننا نحترم القضاء، فنحن على يقين انه سيبرئ مارسيل خليفة، ولأن الإسلام سمح، والهدف من انشاد قصيدة محمود درويش، كما اشعار حافظ الشيرازي، ليس المسّ بالمحرمات وترتيل الآيات، فاننا موقنون ان سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ودار الفتوى يقفان عند الأعمال بالنيات"، متمنياً عليه "اعادة النظر في ما حدث، وهو حتى الآن قرار ظن وصدر في حق لبنان، كل لبنان". ودعا السيد محمد حسين فضل الله الى "احترام المقدسات والبعد عن اي من انواع الاثارة"، موضحاً "اننا لا نجد اساءة في تضمين القصيدة التي تعبّر عن مضمون انساني يتعلق بقضايا الانسان المقهور الذي يمثله نموذج النبي يوسف عليه السلام، آية قرآنية، ولا نجد ان تلحين القصيدة يمس القرآن او يسيء إليه، مع ملاحظة اساسية ان من غير الجائز لأي من اساليب التلحين المتعلقة بأي آية قرآنية ان يبتعد عن الأجواء القرآنية من حيث طبيعتها ومضمونها والأجواء المحيطة بها". وأضاف "نحن لا نجيز تلحين القرآن الكريم بالطريقة الغنائية عموماً، ولكن عندما تكون هناك قصيدة عامة تتعلق بأي جانب انساني وتتضمن كلمة او آية قرآنية، لا نرى في ذلك اساءة الى القرآن. ونتصور ان اثارة هذه المسألة في هذه المرحلة القاسية وفي هذه الأجواء القاتمة ليست في مصلحة القضايا الاسلامية والمصيرية اذ يمكن اي وجهة نظر سلبية حيال موضوع اسلامي او اجتماعي، ان تطوّق او يُتحدث عنها بطريقة لا تصنع اياً من انواع الاثارة". وقال وزير الإعلام انور الخليل ان "خليفة رمز وطني نفتخر به". وأضاف انه يحترم خليفة "لعطاءاته ولمسيرته النضالية لانه يمثل ارفع القيم الانسانية التي تميز بها لبنان عبر التاريخ". وقال النائب نجاح واكيم "عيب على مشارف القرن الحادي والعشرين ان نعود الى محاكم التفتيش. فللدين دور كبير في الثقافة، وللثقافة دور كبير في ايصال جوهر الدين. ولا يجوز معالجة مسألة خليفة بهذه الطريقة". ولفت الى ان اغنية خليفة "لا يرقصون عليها هزّ بطن. لكل انسان الحق في الاجتهاد، لكن الاجتهاد لا يجوز ان يتحول قراراً، ورجال الدين مع احترامي لهم، ليسوا اقرب الى الله من الناس العاديين". وقال "لا درويش ولا خليفة دعَوا الى فتنة طائفية، في حين نرى رجال دين كانوا يمسكون ميليشيات وأفتوا بالقتل على الهوية". وقال النائب زاهر الخطيب "ان هذا التحريك ربما على المستوى السياسي، علامة استفهام كبيرة تندرج في سياق الحملة والضغوط التي يمارسها المتضررون من الاصلاح والتغيير". ورأى الحزب التقدمي الاشتراكي "ان الطعنة السامة التي وجهت الى خليفة، من تحت عباءة القضاء، هي طعنة في صدر الحريات الديموقراطية في كل الميادين ودليل اضافي الى التحجر السلطوي والافلاس السياسي ومؤشر جديد الى ما ينتظر الحريات من اجراءات قمع وتعسف واستبداد، وإصدار قرار ظني، هو في حقيقته ظن بمن اصدره، واتهام لمن يقف وراءه". ودعا الى التراجع عن القرار فوراً "وإلى التوقف نهائياً عن سياسة الكبت والتعليب"، ونبه الى ان "مثل هذه الممارسات تهدد الوفاق وتهدم البقية القليلة الباقية من حرية الرأي والتعبير، وتنذر بعواقب وخيمة ليست في مصلحة الحوار والسلم الاهلي". واستغرب السيد هاني فحص القرار وقال "علينا كرجال دين ألا نوقف عملنا وفكرنا على ايقاع السجال السياسي". واضاف "ان خليفة لم يرتكب ما يمس بالمقدسات". ودعا رئيس "المنتدى القومي العربي" معن بشور المفتي قباني الى "معالجة حكيمة لهذه القضية، خصوصاً ان مقصد خليفة الصادق من اغنيته يكمن في الدفاع عن فلسطين والقدس بالذات".