مع تعيين الثالث من تشرين الثاني نوفمبر المقبل موعداً للبدء بمحاكمة مارسيل خليفة، بتهمة "تحقير الشعائر الدينية" بتضمينه أغنية "أنا يوسف يا أبي" جزءاً من آية قرآنية ملحناً ومغنى، عادت القضية الى الواجهة. فقد أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، خلال لقائه وفداً إسلامياً - بيروتياً في دار الفتوى، ان "القرآن الكريم هو للتلاوة والتعبّد والتفكير والتشريع لحياة الناس وأخلاقهم، وان تلحين آياته وغنائها، خصوصاً مع الموسيقى والمعازف، أمر محرّم في الشريعة الاسلامية، بصرف النظر عن النيات والمقاصد وموضوع القصيدة أو الاغنية ومضمونها". ولفت الى "ان هذا التحريم لا علاقة له بمصادرة الحريات العامة أو حقوق الانسان أو المسّ بحرية التعبير، لان للحرية حدوداً وضوابط". وقال "نحن مع حرية الفكر والرأي وهي من أساسيات الانسان، ومن ضوابطها عدم المس بمشاعر الناس وعقيدتهم الدينية، والا انقلب معناها الى التعدي والإساءة من كل جانب". واعتبر "ان الدولة هي خير ضمان للحرية وصون مشاعر الناس وعقائدهم الدينية". وناشد "المسؤولين الحكماء في البلاد حلّ هذه القضية بحذف الآية القرآنية من الأغنية، بعيداً من أجواء الإثارة والتشنّج والتحدي والاساءة التي يتعرّض لها القرآن والدين"، منوهاً بموقف رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وفتواه، وهما "متوافقان مع موقف دار الفتوى باعتبارها محل إجماع فقهاء الشريعة". وأثار هذا الموضوع مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو مع رئيس الحكومة سليم الحص، ملاحظاً "ان الضجة التي تثار على قضية صغيرة جداً، يحاول البعض ان يجعلوا منها أزمة. فاغنية مارسيل خليفة لم يكن فيها أي مشكلة تحتاج الى هذا الضجيج الكبير المثار في الصحف ووسائل الاعلام، فالمفتي أفتى بان غناء الآيات القرآنية حرام، ولم يرفع قضية على خليفة، لكن المسألة تحوّلت هجمة شرسة على الدين الاسلامي، من أقلام تحمل سمات يسارية شيوعية وتسعى الى اثارة فتنة على الساحة اللبنانية". وتابع "كلنا حريص على وحدة الصف والكلمة، لكن التجريح بالاسلام من منطلق يساري أو شيوعي مرفوض. فالشيوعية سقطت في مركزها الأصلي، ولا يجوز ان نحييها في لبنان بحجة الدفاع عن معنى لم نتعرّض له". ودعا "هذا الجمع من المفكرين اليساريين الى العودة الى عقلهم والامتناع عن هذه الأساليب التي يلجأون اليها للطعن في الدين، الاسلامي منه بالذات، لانه سيجرنا الى معركة، لبنان يجب ان يظل بعيداً منها بكل الوسائل والطرق. وهذا ما طلبته من دولة الرئيس والا سنضطر الى ان نواجه الكلمة بالكلمة والرأي بالرأي والتظاهرات الصاخبة بمثلها، ونحن نملك من القوة ما نستطيع ان نحرّك به الشارع المسلم في كل أنحاء لبنان ايضاً. وعلى هؤلاء ان يعرفوا حجمهم الطبيعي والا يزايدوا على الناس في شكل لا تقرّه المبادىء ولا الاخلاق".