نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب - خيم العنف على اليوم الأخير من الحملة الانتخابية في الهند امس الاحد. وعشية توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع، سادت تساؤلات حول جدوى العملية برمتها وسط توقعات ألا تؤدي الى اخراج البلاد من حال عدم الاستقرار الناجمة عن عجز اي من القوى السياسية في احراز غالبية تمكنها من الحكم بمفردها. لكن عدداً من المراقبين علق آمالاً على تقدم يحققه حزب المؤتمر تحت قيادة صونيا غاندي ويحتل بموجبه الموقع الثاني ما يؤهله لتشكيل "تحالف علماني" مع قوى اليسار الوسط في مواجهة حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي المتطرف الذي ترشحه الاستطلاعات لاحتلال الموقع الاول دون حصوله على غالبية كافية ليتفرد بالحكم. وقدرت تكاليف الحملة الانتخابية بنحو بليون ومئتي ألف دولار تضاف الى الاعباء الواقعة على كاهل المواطنين الذين يتوجهون الى صناديق الاقتراع للمرة الثانية في أقل من سنتين في عملية ستؤدي الى تشكيل الحكومة الهندية الخامسة منذ 1996. لكن العنف طغى على التساؤلات حول جدوى الانتخابات ووضع مسألة الاستقرار السياسي في الصف الثاني من الاولويات. وطاولت التفجيرات والاعتداءات ولايات شمالية وجنوبية في آن واربكت قوى الامن المنهكة فيما كانت تستعد لاستكمال انتشارها في محيط 900 ألف مركز اقتراع. وتشمل انتخابات اليوم اختيار 222 نائباً من اصل 545 في البرلمان الذي يطلق عليه اسم "لوك سبها" اي مجلس الشعب. وستستكمل الانتخابات على ثلاثة مراحل اخرى في 22 و28 الشهر الجاري وفي السابع من آذار مارس المقبل. انفجارات وانفجرت 16 عبوة ناسفة في كوامباتور ولاية تاميل نادو الجنوبية قرب تجمع انتخابي كان من المقرر ان يتحدث فيه رئيس بهاراتيا جاناتا ل. ك. ادفاني أول من امس. ولقي 81 شخصاً مصرعهم في هذه الانفجارات التي قال ادفاني انها كانت تستهدفه شخصياً. وأعلن رئيس الجمهورية ك. ر. نارا يانان ان "هذه الانفجارات هي محاولة سافرة لعرقلة العملية الانتخابية". وتؤكد استطلاعات الرأي ان حزب "بهاراتيا جاناتا" سيحسن، في هذه الانتخابات، موقعه كأول حزب في الهند ولكن من دون الحصول على الغالبية المطلقة، ويتهمه خصومه بالفئوية والتعصب ضد المسلمين وبأنه يريد اقامة دولة تيوقراطية. وحظر نشاط مجموعتين اصوليتين مسلمتين بعد اعتداءات كوامباتور التي لم يعلن احد مسؤوليته عنها. وفي اقصى شمال البلاد حيث اعلنت الجماعات الانفصالية ان الانتخابات غير شرعية، قتل مرشح وعدد من المدنيين خلال الاسبوع الماضي. وقتل رجل سياسة في كشمير شمال غربي حيث دعا الانفصاليون المسلمون الى مقاطعة الانتخابات. وبعد حملة كانت معتدلة نسبياً، تصاعدت اللهجة في نهاية الاسبوع الماضي بين القوتين الرئيسيتين: "بهاراتيا جاناتا" الذي يرشح لرئاسة الوزراء اتار بهارى فاجبابي 73 عاماً الذي يعتبر اقل راديكالية من ادفاني، وحزب المؤتمر الذي لقي دعماً بدخول صونيا غاندي 51 عاماً ارملة رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي معترك الحياة السياسية. واتهمت صونيا غاندي وريثة "سلالة" غاندي - نهرو منافسها بانه "يكذب" بتأكيده ان زوجها الراحل متورط في قضية رشوة. واتهمها ادفاني من جهته "بالتعجرف" والاساءة الى الامة. وعادت صونيا غاندي امس لتشن هجوماً على خصومها متهمة حزب الشعب الهندي بدعم المتطرفين الهندوس الذين قاموا في 1992 بتدمير مسجد ايوديا في شمال البلاد مما ادى الى اضطرابات اوقعت الفي قتيل. وأدت حملة غاندي الى وقف تقدم حزب الشعب الهندي. وأشارت الاستطلاعات الى ان حزب المؤتمر سيكون القوة السياسية الثانية في البلاد امام الجبهة الموحدة لليسار الوسط التي سقطت حكومتها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ومن الممكن ان تتحالف هاتان القوتان في جبهة "علمانية" من اجل ابقاء حزب الشعب الهندي خارج الحكم. وبدأت المناورات لذلك حتى قبل الاقتراع.