الكتاب: "أوروبا والاسلام" المؤلف: أعمال المؤتمر الدولي الثاني - جامعة آل البيت - الأردن 1998 الناشر: جامعة آل البيت تميز العقد الاخير من القرن الذي نودعه بتدفق لا ينقطع من المقالات التي تتناول العلاقات بين أوروبا/ الغرب والعرب/ الاسلام بمسميات ومنهجيات وحفريات مختلفة. وفي هذا الاطار الذي يختلط فيه الغث بالسمين، لا بد من الاشارة بشكل خاص الى الكتب التي تضمنت مساهمات بعض المفكرين العرب كهشام جعيط أوروبا والاسلام: صدام الثقافة والحضارة ومحمد عابد الجابري مسألة الهوية: العروبة والاسلام والغرب ومحمد اركون الاسلام - أوروبا - الغرب: رهان المعنى وإرادة الهيمنة وأخيراً زكي ميلاد وتركي الربيعو الاسلام والغرب: الحاضر والمستقبل الذي عرضت له "الحياة" قبل اسابيع. وبالمقارنة مع هذه الكتب التي تبيّن رؤية/ مساهمة اصحابها، يأتي هذا الكتاب الضخم 430 صفحة من القطع الكبير ليضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من دراسات الباحثين العرب وغير العرب والتي قدمت للمؤتمر الدولي الثاني حول "أوروبا والاسلام" الذي عقد في جامعة ال البيت بالتعاون مع مؤسسات اكاديمية سويدية. وتجدر الاشارة الى ان عدد المشاركين في هذا المؤتمر الدولي فاق الثمانين، واشتمل على اسماء معروفة باهتماماتها ومساهماتها في هذا المجال. وكان هؤلاء المشاركون قد دعوا الى المشاركة/ الكتابة في احد المحاور التالية: 1 - كيف يمكن مواجهة سوء الفهم السائد بين الطرفين، وكيف يمكن تشجيع التسامح والاحترام المتبادل؟ 2 - كيف يمكن تحليل وفهم دور وسائل الاعلام والنتاج الادبي والمعاهد التعليمية وغيرها من الهيئات والمؤسسات التي تبلور الآراء وتكوّن الانطباعات؟ 3 - ما هي افضل السبل لاطلاع الغرب على اسهامات الاسلام ماضياً وحاضراً في الحضارة العالمية، وكيف يمكننا الاستفادة من التجارب التاريخية في هذا المجال؟ 4 - ما هي افضل السبل للتنقيب والبحث في التطورات والقوالب المسبقة في العالم العربي للمفاهيم الأوروبية عن الديموقراطية وحقوق الانسان وقضايا المرأة؟ وعلى رغم مشاركة هذا العدد الكبير، الا ان هذا الكتاب الصادر حديثاً لم يتضمن سوى مساهمات لحوالى الأربعين من المشاركين توزعت على قسمين: الدراسات التي ألقيت بالعربية، وتلك التي قدمت بالانكليزية. وقد عمدت هيئة التحرير الى توزيع هذه المساهمات الى محاور عدة في العربية والانكليزية. ففي القسم الأول توزعت المساهمات على المحور الأول "معوقات التفاهم بين أوروبا والاسلام" الذي ساهم فيه محمد الميلي وفهمي جدعان وسامي الخزندار وجمال الشلبي والمحور الثاني "وسائل التفاهم بين أوروبا والاسلام" الذي ساهم فيه احمد صدقي الدجاني وناصر الدين الأسد وأحمد الكبيسي ويوسف الحسن وفكتور الكك وعبدالجليل التميمي ومحمد اليعقوبي والمحور الثالث "تجارب وشهادات" الذي ساهم فيه المونسنيور رؤوف نجار ورئيس العلماء سليمان رجبي وفوزي سكالي. اما القسم الانكليزي فقد ضمّ مساهمات اكثر وأغنى سواء في المحور الأول "معوقات التفاهم المتبادل" الذي شارك فيه عساف حسين ويوسف الخوئي وبنغت كنوتسون وأحمد موصلي ويورغن نيلسن أو في المحور الثاني "نحو حوار بنّاء" الذي شارك فيه اسماعيل باليتش وغولنار بالتانوفا وأصغر علي انجنير وألكسندر فودور وسيغريد كامل وألكسندر خاتشاريان ومارك لوكس ومحمد خالد مسعود وأنيكا رابو ومحمود ساري أوغلام وكريستوفر تول وعبدالرحمن واحد وبيت والنستين بالاضافة الى "التعليقات" التي ساهم بها عدد آخر من المشاركين. وبشكل عام يمكن القول ان المساهمات في هذا الكتاب تتصف بالتنوع والتباين، سواء من حيث الحجم من صفحة واحدة الى عشرين صفحة او من حيث المنهج في التفكير والطرح، وحتى بالتناقض في بعض الامور. اذ تبين ان المشاركين انما جاءوا برؤى مختلفة ليساهموا في الحوار حول ما هو متفق عليه وما هو مختلف عليه. ومن هنا يبدو ان هذا الكتاب، الذي حشد كل هذا العدد الكبير من الباحثين في هذا المجال، جاء في وقته ليوسع دائرة الاتفاق والاختلاف في هذا الموضوع بمساهمات قد تكون مفيدة للمستقبل.