قال مستشرقون مجريون إن الغرب المسيحي والشرق الإسلامي يتحملان معًا مشكلة تدهور العلاقات بين الغرب والشرق لدرجة وصلت لحد الإساءة للأديان السماوية، معترفين بأن الإساءات تصدر دائمًا من جهة الغربيين، على اعتبار أن المسلمين يحترمون رموز كل الأديان السماوية. وأكد المستشرقون أن خوف الغرب من وصول الإسلاميين للسلطة هو خوف استراتيجي وليس حقيقيًا فالغرب يريد أن ينال أكثر الأرباح الممكنة من الإسلاميين لهذا يبتزهم بهذه التخوفات حيث يدرك كل مفكر وباحث في الغرب أن وصول الإسلاميين للحكم في بعض الدول العربية والإسلامية لن يؤدي إلى أي تغييرات في العلاقة التي تربط الشرق بالغرب. وقال البروفسير بيتر كويك المستشرق المعروف وسفير المجر بالقاهرة في ندوة كيف نصحح صورة الاسلام في الغرب والتي عقدتها السفارة المجرية بالقاهرة وحاضر فيها عدد من المستشرقين المجريين إن الغرب والشرق معا يتحملان نشر الصورة المغلوطة والمشوشة للإسلام والمسلمين في الغرب فالغرب افتقد الرغبة في التعرف على حقيقة الدين الاسلامي، واستسلم للصورة التقليدية عنه والتي قامت وسائل الاعلام الباحثة عن الإثارة بتزكيتها بصورة سلبية ولم يسع لمعرفة الصورة الصحيحة عن الاسلام من مصارده الاصلية، مكتفيا بكتب مغرضة ومحرفة وتفتقد الموضوعية تقف وراءها جهات معادية للدين الاسلامي، واضاف كما أننا لا نعفي المسلمين من تحمل المسؤولية معهم، فقد قاموا بتكريس هذه الصورة بضعفهم وعدم اتحادهم. وتابع كويك: نتمنى أن يأتي اليوم الذي يحدث فيه التفاهم بين الغرب والشرق وتنتهي فيه الصراعات وتختفي الإساءات المتكررة التي يتعرض لها الإسلام من بعض المهووسين الغربيين الذين يسعون إما للشهرة أو للمال. وقال الدكتور شاندور فودور رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة أونفوش لوراند المجرية وعميد معهد الفن الإسلامي بالمجر أن الغرب يتحمل المسؤولية الأكبر في التشويه المتعمد الذي تعرض له الدين الإسلامي طيلة القرون الماضية فالمؤسسات الغربية طوار الفترة الماضية حرصت على أن يظل المواطن الغربي جاهلا بكل ما له علاقة بحقيقة الإسلام واستغلت وسائل الإعلام استغلالا سيئا لتوصيل كل المعلومات السلبية حول الإسلام والمسلمين حتى نشأ جيل جديد في أوروبا وأمريكا يكره الإسلام دون أسباب مقنعة وكلما تسأل أي.