اتخذت السلطات في بلغراد مزيداً من الاجراءات لوقف موجة التظاهرات التي تجتاح انحاء صربيا، فيما أعلنت المعارضة أنها ستواصل حملتها حتى تحقق أهدافها في استقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. واوقفت وزارة الإعلام الصربية محطة الاذاعة المستقلة في بلغراد "راديو 92" عن العمل "لأنها دأبت على تزوير الحقائق وإثارة المواطنين على أعمال الشغب". وانتقدت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس السبت صحيفة "بليتس" المستقلة ما اعتبره المراقبون تحذيراً لها بوقفها عن الصدور "إذا واصلت تشويه الحقائق وترديد ما تبثه وسائل الإعلام الأميركية وغيرها المعادية للصرب". وكانت السلطات الصربية اقفلت صحيفة "غلاس يافنوست" المستقلة الواسعة الانتشار التي تصدر في بلغراد. وطلب الادعاء العام في صربيا من الأجهزة الأمنية في بلغراد تحديد هوية المسؤولين عن "انتهاك النظام والقانون ومهاجمة أفراد الشرطة اثناء تظاهرات الأيام الماضية". واتهم الادعاء المتظاهرين ب"جرح خمسة من رجال الشرطة واثنين من المارة الذين ليست لهم علاقة بأعمال الشغب". واعتبر مراقبون هذا الطلب "تحذيراً إلى قادة التظاهرات أنهم سيعتقلون إذا لم يتخلوا عن حملتهم". وأشاروا إلى أن هذه الضغوط "ستكون اختباراً لمدى عزم المعارضة على الاستمرار في حملتها الرامية إلى إطاحة ميلوشيفيتش". وحض رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش زعيم "التحالف من أجل التغيير" الذي يقود الحملة إلى تنحي ميلوشيفيتش المواطنين على "تحدي الأوامر الجائرة للسلطات والاستمرار في التظاهر". ووصف تراجع عدد المتظاهرين إلى عشرة آلاف شخص ليل أول من أمس بأنه ناتج عن "التهديدات التي أطلقتها الحكومة لترهيب المواطنين من خلال نشر الآلاف من عناصر الشرطة الخاصة في شوارع بلغراد ومدن صربيا الرئيسية".