قال الأمين العام ل"جبهة العمل الاسلامي" المنبثقة عن جماعة "الاخوان المسلمين" عبداللطيف عربيات ان "حركة المقاومة الاسلامية" حماس تقبل بنقل مقر مكتبها السياسي من عمان الى مكان آخر، بناء على رغبة الحكومة الاردنية، غير انها ترغب في ان يكون لها تمثيل "رمزي" في الاردن. وأوضح في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان "حماس لا تريد الاحراج للحكومة ولا تمانع في اطار تسوية شاملة للقضية بنقل مقر مكتبها السياسي من عمان الى مكان اخر لكنها ترغب بان يبقى من ينوب عنها ويمثلها مثلما هو الحال بالنسبة الى حركات اخرى موجودة في الاردن. وهذه النقطة الاخيرة ما تزال موضع حوار بين الحكومة وحماس" عبر وساطة "الاخوان". ولم يحدد عربيات المكان الذي يمكن ان ينتقل اليه مكتب "حماس" السياسي، غير انه شدد على ان الاتصالات بين الاسلاميين الاردنيين والحكومة "مستمرة" وتوقع ان يعقد لقاء ثان لقادة "الاخوان" مع الحكومة "مطلع الاسبوع المقبل". من جهة اخرى، اعطى اجتماع مجلس شورى "جماعة الاخوان المسلمين" الذي عقد مطلع الاسبوع الجاري "دعماً قوياًً" لقيادة الجماعة في وساطتها لانهاء الازمة بين "حماس" والحكومة الأردنية التي مضى عليها نحو شهرين، الأمر الذي يرجح حل الازمة في غضون اسبوع. ومع ان الاجتماع الذي استمر لساعة متقدمة من مساء اول من امس "دوري" حسب ما اوضحت مصادر مطلعة في "الاخوان" الا ان أزمة "حماس" ألقت بظلالها عليه. وفيما شهد المجلس مطالب ب"التصعيد في ظل تلكؤ الحكومة في حل الازمة" جاءت محصلة الاجتماع، كما اكدت المصادر ذاتها "دعماً قوياً" لقيادة الجماعة ممثلة في المراقب العام عبدالمجيد الذنيبات والمكتب التنفيذي 7 أعضاء. ويعتبر مجلس الشورى الذي يضم 50 عضواً أعلى هيئة قيادية في "الاخوان"، وسبق له ان "فوّض" المكتب التنفيذي للجماعة بالتعامل مع ازمة "حماس"، وجرت عادة "الاخوان" على التعامل "بسرية" مع اجتماعات مجلس الشورى. وأفادت مصادر "الاخوان" ان مجلس الشورى "أيّد وبارك" جهود المكتب التنفيذي بعدما استمع الى "ايجاز" من المراقب العام عبدالمجيد الذنيبات عن جهود الوساطة واجتماعاته مع المسؤولين الاردنيين منذ بدء الازمة. وكان المراقب العام عبدالمجيد ذنيبات قدم مبادرة للوساطة في اجتماعه مع رئيس الوزراء الأردني عبدالرؤوف الروابدة الأحد الماضي تلتها تصريحات ايجابية من الطرفين. وكشفت مصادر مطلعة في "الاخوان" ان قيادة حماس أبدت "مرونة كافية لنجاح الوساطة وكذلك الحكومة" كما لا تمانع قيادة الحركة في "إلغاء وجود المكتب السياسي في عمان كياناً لا افراداً" حسب المصادر السابقة، وترفض "مبدأ ابعاد المواطنين الاردنيين الذين يعملون مع حماس" فيما تقبل ب"مغادرتهم وفق ارادتهم وتنقلهم حسب مقتضيات عملهم". وأوضحت المصادر ان فكرة "تغيير رئيس المكتب السياسي خالد مشعل باعتباره مواطناً اردنياً غير واردة اطلاقاً". وسألت "الحياة" المصادر ذاتها عن التغيير في نشاط "حماس" في عمان بعد الكلفة التي دفعتها الحكومة، فأجابت: "لم يعد ثمة وجود لمكاتب ولا تصدر تصريحات كذلك، وعنوان حماس غير موجود في عمان". والى اين ستنتقل؟ تجيب المصادر: "كان خطأ تركيز النشاط السياسي في عمان وهذا لن يتكرر مع عواصم اخرى وستكون النشاطات موزعة، وثقل حماس الأساسي هو في الأرض المحتلة". الى ذلك، نفت مصادر "الاخوان" وهيئة الدفاع وجود خلافات بين "الاخوان" وقيادة "حماس" الموقوفة في سجن الجويدة ممثلة برئيس المكتب السياسي خالد مشعل والناطق الرسمي ابراهيم غوشة. وأوضحت ان مشعل وغوشة أكدا منذ توقيفهما بأن "السجين لا رأي له والقرار لمن هم خارج السجن"، مشيرة الى ان قيادة "الاخوان" حرصت على "التواصل والتشاور مع المعتقلين قدر المستطاع". وزادت: "موقف حماس واحد وهو القبول بما يقبل به الاخوان". لكن المصادر السابقة قللت من "التفاؤل" الذي تبديه قيادة "الاخوان" والحكومة، مشيرة الى ان "احتمال فشل الوساطة وارد لكنه مستبعد". وأوضحت ان "الاصرار على الابعاد او التغيير في القيادة سيعني فشل الوساطة".