اشار مسؤول في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في دمشق الى وجود "مؤشرات ايجابية" الى تسوية الازمة بين الحركة والحكومة الاردنية في ضوء "الوساطة" التي قام بها قياديان في حركة "الاخوان المسلمين" في اليومين الاخيرين في دمشق. وكان عضوا المكتب التنفيذي ل"الاخوان" جميل ابو بكر وسالم الفلاحات اجتمعا في اليومين الاخيرين في دمشق مع رئيس المكتب السياسي السابق ل"حماس" الدكتور موسى ابو مرزوق وعضو المكتب عماد العلمي، وذلك بعد اعلان العاهل الاردني الملك عبدالله اخيراً ضرورة "التوصل الى حل للازمة يحمي الوحدة الوطنية". ووصف ابو مرزوق ل"الحياة" كلام الملك عبدالله بأنه "ايجابي الى حد كبير"، وانه ساهم في البحث عن حل على اساس "الاخذ في الاعتبار مصالح الطرفين، وحق افراد الحركة بالمواطنة وحرية التعبير والحركة". واوضح ان القضايا الاخرى "مفتوحة يمكن الحديث عنها والوصول الى قواسم مشتركة تحفظ للاردن ما يراه مناسباً لامنه واستقراره ومستقبله ويحفظ للحركة ما تريد من اهداف في صراعها مع العدو الصهيوني لتحقيق مصالح الشعب العادلة". وقالت مصادر مقربة من الحركة في دمشق ل"الحياة" ان "مجرد قبول عمّان وساطة الاخوان، يعني ان الموضوع لم يعد في يد القضاء وان الحوار مفتوح"، الامر الذي قابلته "حماس" باعلان رئيس المكتب السياسي خالد مشعل والناطق باسم الحركة ابراهيم غوشة وقف الاضراب عن الطعام "بعد تدخل اكثر من 15 شخصية اسلامية وعربية". وقالت المصادر ان ابو بكر وفلاحات اتفقا مع ابو مرزوق والعلمي "على عدم الدخول في التفاصيل اعلامياً كي لا نؤثر سلباً في الوساطة"، لكنها اكدت ان موضوع ترك العمل السياسي بعد خروج مشعل وغوشة من السجن "امر غير مطروح ابداً". وزادت ان الحكومة الاردنية "ادركت بعد اعتقال الاخوة ان الموضوع ليس هيناً، اذ انها ادركت مدى التعاطف مع قضيتنا ومدى عمق جذورنا في الساحة. كما ان القول باننا نتدخل بشؤون الاردن الداخلية لم يقنع احداً". وزاد :"ان عمان فهمت الرسالة تماماً من ان تجاهل حماس صعب جداً". وفي عمان، اعلن مشعل في بيان مكتوب نقله المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" عبدالمجيد الذنيبات ان انهاء الاضراب عن الطعام جاء "تقديرا" لتصريح الملك عبدالله الذي وعد فيه بحل القضية لدى عودته الى البلاد "ضمن صيغة ما"، معتبراً ان هذا التصريح "تضمن روحا ايجابية كريمة". واضاف ان من ضمن مبررات انهاء الاضراب زيارة وزير العدل الاردني حمزة حداد بحضور المراقب العام ل"الاخوان" والتأكيدات الايجابية التي نقلها بانهاء الازمة، موضحاً ان انهاء الاضراب يشكل "مبادرة ايجابية من طرف حركة حماس بانتظار عودة جلالة الملك عبدالله الثاني… ولاعطاء الفرصة مجدداً للمساعي الخيرة". وكان ثلاثة من موقوفي "حماس" نقلوا الى مستشفى مدينة الحسين الطبية اول من امس بعد تدهور صحتهم بسبب الاضراب عن الطعام الذي بدأوه السبت الماضي. لكن مصادر طبية اكدت ان حالتهم جيدة بعد انهائهم الاضراب. الى ذلك، عاد الى عمان الفلاحات وابو بكر بعد اجتماعاتهما في دمشق مع ابو مرزوق. ورفض الذنيبات الافصاح عن نتائج لقاءات الفلاحات وابو بكر مع مسؤولي "حماس" في دمشق، واكتفى بالقول: "انهما يعملان في اطار مبادرة الجماعة لحل الازمة، ولن نكشف تفاصيل قبل تبلور المبادرة بالتنسيق مع جميع الاطراف". وترجح مصادر سياسية في عمان ان تحل ازمة "حماس" في غضون الاسبوع المقبل بعد عودة العاهل الاردني الى عمان ضمن سقف اغلاق مكاتب الحركة في عمان مع "مرونة" في التعاطي مع الاشخاص القياديين، خصوصا انهم يحملون الجنسيات الاردنية ولا يمكن ابعادهم عن البلاد.