"قتلة مأجورون يغتالون نواباً في البرلمان وساسة يتهمون وزارة الأمن بتدبير محاولات لتصفيتهم والبنوك الخاضعة لسيطرة المافيا تمتنع عن تسديد الودائع وكبار المجرمين يريدون القفز الى كراسي الحكم...". ازاء هذا "الواقع المرير"، دعا رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الى "شن حرب بلا هوادة" على الجريمة والفساد. وحذر وزير الداخلية سيرغي ستيباشين من ان عصابات المافيا تريد "الاستيلاء على السلطة". وأصبح اغتيال النائبة غالينا ستاروفويتوفا يوم الجمعة الماضي دافعاً لعقد اجتماع طارئ للوزارة لاقرار وثائق ومشاريع قوانين لمكافحة الجريمة. وذكر بريماكوف ان "الديموقراطية لا تعني الفوضى" وطالب بتعزيز سلطة الدولة مؤكداً في الوقت ذاته انه لا ينوي اعلان حال الطوارئ. ومن جانبه اشار ستيباشين الى ان المافيا "تجاوزت حدود الوقاحة ... وهي تتحدى المجتمع والسلطة". ودعا الى اتخاذ اجراءات لتصفيتها "بما في ذلك جسديا" وتحرير الاقتصاد من قبضتها. وستطلب الحكومة من البرلمان المصادقة على عدد من القوانين التي تشدد العقوبة على حمل السلاح واستخدامه وتضع قيوداً على نشاط هيئات الحراسة الشخصية التي وصفت بأنها "ميليشيات مسلحة غير معلنة" ليسيطر عليها عدد من رجال الأعمال المتواطئين مع المافيا. وسيطلب من كل مرشح الى هيئة تمثيلية تقديم جرد بمحكومياته ووضعه الصحي والنفسي وممتلكاته. وأشار بريماكوف ان ذلك "ينطبق على السلطة التنفيذية" ايضاً. ويجمع المراقبون على ان محاربة الجريمة تحظى بتأييد واسع من المواطنين الذين لم يعودوا يأمنون على ارواحهم وممتلكاتهم. الا ان برامج سابقة اقرت وظلت من دون تنفيذ بسبب تداخل المافيا مع هياكل السلطة. ولفت الانظار ان الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري ياكوشكين أشار الى ان الرئيس بوريس يلتسن "انتبه" الى اللهجة الحادة التي استخدمخها بريماكوف في الحديث عن مكافحة الجريمة، الا ان ياكوشكين لم يشر الى ان الرئيس "ايد" هذه الاجراءات. ورفض السكرتير الصحافي التعليق على اتهامات مدير جهاز حماية الرئيس سابقاً الكسندر كورجاكوف الذي ذكر ان عائلة يلتسن "متورطة" في فضائح مالية وان البليونير بوريس بيريزوفسكي هدد بكشفها اذا اقصي عن موقعه كأمين تنفيذي لرابطة الدول المستقلة. وذكر نائب مدير الديوان الرئاسي اوليغ سيسويف ان يلتسن لا يريد ان يكون "على مستوى واحد" مع كورجاكوف ونفى ان تكون لدى الرئيس ممتلكات في الخارج. وانضم سيسويف الى عدد من الساسة الليبراليين الذين شكلوا امس "تكتلاً يمينياً" لخوض الانتخابات البرلمانية في العام القادم وأكد ان الديوان الرئاسي سيدعم الكتلة. ويعني ذلك ان المرجع الرئاسي غدا طرفاً مباشراً في الصراع السياسي ضد اليسار وضد كتلة الوسط التي يقودها محافظ موسكو يوري لوجكوف. وفي محاولة لابعاد يلتسن عن التورط المباشر ذكر سكرتيره الصحافي ان الرئيس "يؤيد جميع الكتل الموالية للاصلاح". وفي حديث الى صحيفة "ازفيستيا" ذكر ياكوشكين ان الرئيس كلف لجنة خبراء اعداد مقترحات لتعديل الدستور واستحداث منصب نائب للرئيس، وألمح الى ان الكرملين قد يرشح شخصاً غير بريماكوف لخلافة يلتسن. وتعززت مواقع رئيس الحكومة بتعيين الجنرال غريغوري رابوتا رئيساً لمؤسسة "روسفوروجينيه" الحكومية لتصدير السلاح بدلاً من يفغيني انانييف الذي كان يصنف على جناح الاصلاحيين اليمينيين. وتبيع هذه المؤسسة اسلحة ومعدات عسكرية ببلايين الدولارات وتعتبر رئاستها من المواقع المفصلية. وكان رابوتا نائبا لبريماكوف حينما كان الاخير مديراً لجهاز الاستخبارات الخارجية حتى عام 1996.