طهران، نيويورك - أ ف ب – اعتبر رئيس الدائرة السياسية في «الحرس الثوري» الجنرال يد الله جواني، أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يواجه «محنة كبرى»، فيما بدا أن رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف يعدّ نفسه لخلافة نجاد قريباً. وقال جواني: «نجاد أحد الوجوه البارزة في تاريخ الثورة، (لكنه) يمرّ الآن في محنة كبرى وصعبة». وتساءل: «ما هي محنته الكبرى؟ (إنها) ظهور تيار منحرف تماماً في محيط الحكومة المحافظة، يعتمد خطاباً يختلف عن ذاك للثورة، والذي يحظى بمساندة كاملة من الرئيس». ولفت الى ان «الشعب اعتبر (نجاد) رجلاً نظيفاً وزاهداً في حياته الخاصة، ساعد المضطهدين والمحرومين، كما كافح الفاسدين اقتصادياً»، مضيفاً: «الشعب سيشعر بارتباك، حين يكتشف أن تيار الانحراف يسيطر على شركة سايبا لصنع السيارات، في إطار خطة للخصخصة، وأن ثمة جهوداً للسيطرة أيضاً على شركة إيران خودرو» لصنع السيارات. في غضون ذلك، بثّ موقع «ديكربان» شريطاً صوتياً لمحمود نبويان، أحد تلامذة رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، والذي كان يُعتبر مرشداً روحياً لنجاد، يقول فيه ان الرئيس الايراني سعى الى صداقة القيادة الاسرائيلية، لكن مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أحبط ذلك. وحمّل اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، مسؤولية ذلك، متهماً إياه بقيادة «فريق خطر جداً». في الوقت ذاته، نقل موقع «بيك إيران» عن أحد قادة «الحرس الثوري» قوله إن مشائي يخضع لرقابة، وسيُعتقل قريباً. تزامن ذلك مع عدم استبعاد «مستشار سياسي مقرّب» من قاليباف، أن يخلف الأخير نجاد قريباً. ونقل موقع معارض عنه قوله ان «قاليباف ألغى كلّ زياراته الخارجية، ليبقى في البلاد اذا كانت هناك حاجة إليه، إذ ان النزاع يتصاعد. ثمة احتمال، أكثر من أي وقت مضى، بإرغام نجاد على الاستقالة، وتنظيم انتخابات رئاسية بعد ذلك بشهرين». وأضاف ان «قاليباف هو المرشح الأكثر أهمية وجدية (لخلافة نجاد)، وفرقه تعمل على سيناريو مشابه، وتعدّ خططاً للحكم، إذا تطلّب الأمر ذلك. المرشد (علي خامنئي) يكنّ محبة شديدة لقاليباف، وهو شخصية موثوقة وسجلّه الإداري جيد، كما أنه مطيع جداً (للمرشد)، ما يجعله الخيار الأفضل بالنسبة الى النظام». الى ذلك، قال رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي إن «تيار الانحراف» يسعى الى تعزيز الشعور القومي في إيران، وإلغاء دور الدين، معتبراً ذلك «خيانة». لكنه رأى في الوقت ذاته، ان هذا التيار يحاول الاستفادة من إيمان الشيعة بعودة الإمام المهدي، لدفع جدول أعماله السياسي، قائلاً في اشارة الى زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي: «خلال فتنة العام 2009، اختبأ بعضهم وراء مكانة الإمام الخميني، لمهاجمة الجمهورية الاسلامية. في الفتنة الحالية، يستخدمون المهدوية». ورأى أن «القاسم المشترك لهذه التيارات، منذ انتصار الثورة وحتى الآن، هو مواجهة ولاية الفقيه وإضعاف دور الدين واستغلال المقدسات الدينية وترويج العلمانية ومظاهر الفساد الاخلاقي». في المقابل، نفى حميد بقائي، نائب نجاد ومدير ديوانه، أن يكون استفاد شخصياً من عقد بمئات ملايين الدولارات، لبناء فندق ومركز مؤتمرات في جزيرة كيش، معتبراً ذلك «فضيحة لا أساس لها». أتى ذلك بعدما أفاد موقع «ألف» التابع للنائب المحافظ البارز أحمد توكلي، بأن لبقائي ومشائي أسهماً في الشركة التي مُنحت العقد، بعد يومين فقط من تأسيسها، وذلك خلال ترؤس بقائي منظمة التراث الثقافي والسياحة. في نيويورك، أُعيد انتخاب ايران عضواً في مفوضية السكان والتنمية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ما أثار «استياء» الولاياتالمتحدة، كما قالت المندوبة الأميركية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس، مضيفة: «عارضنا حتى اللحظة الأخيرة ترشيح إيران».