التأم اجتماع هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض مساء أمس في مقر وزارة الزراعة المصرية في القاهرة في غياب عدد كبير من أعضائها، وبعد لقاءات مكثفة عقدها الوسطاء المصريون والليبيون مع القيادات الحاضرة ركزت على سبل "توحيد خيارات المعارضة" و"تحديد موعد انعقاد اللجان التحضيرية لملتقى الحوار السوداني" في اطار مساع لتفعيل المبادرة المصرية - الليبية المشتركة. وشارك في الاجتماع، الذي أرجئ لمدة ثلاثة أيام، عن الجانب المصري الديبلوماسيان سعيد مرسي ورضا بيبرس، وعن الجانب الليبي المبعوث الليبي للمصالحة في السودان سليمان الشحومي ورئيس مكتب متابعة العلاقات العربية - الليبية في القاهرة جمعة الفزاني. وتغيب عن الاجتماع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" جون قرنق وأناب مساعده دينق ألور الذي التقى مسؤولين مصريين معنيين بملف السودان وآخرين من وزارة الخارجية المصرية وتبادل معهم وجهات النظر في شأن المبادرة المصرية - الليبية. وغاب عن الاجتماع ايضاً الناطق باسم قوات "التجمع" الفريق عبدالمنعم سعيد الذي ابعد الى اسمرا بعد تبنيه تفجير أنبوب النفط في السودان الشهر الماضي في بيان أصدره من القاهرة. ولم يشارك في اللقاء قائد قوات "التحالف" العميد عبدالعزيز خالد الذي طلبت الخرطوم تسليمه. ولم يشارك في الاجتماع الأمين العام "التجمع" مبارك المهدي والأمين العام لحزب "الأمة" الدكتور عمر نور الدائم. وعُلم أن الجانبين المصري والليبي شددا خلال اللقاءات مع زعماء المعارضة السودانية على ضرورة "توحيد الخيارات وتفعيل سبل التوصل الى موعد محدد لعقد اجتماعات اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار السوداني". وبدأت الجلسة الافتتاحية لإجتماع قادة المعارضة بكلمتين من رئيس "التجمع" محمد عثمان الميرغني، والجانب المصري المضيف. وشارك في الاجتماع زعيم حزب "الأمة" الصادق المهدي وألور ممثلاً لقرنق ومنصور خالد والناطق باسم "التجمع" فاروق أبو عيسى وعن "التحالف الفيدرالي" احمد دريج وعن الحزب الشيوعي التيجاني الطيب وعن النقابات هاشم أحمد عمر. وشارك في الاجتماع أيضاً سفراء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا"ايغاد" وممثل الحكومة الليبية سليمان الشحومي الذي إجتمع مع قادة المعارضة أول من أمس. ونفى آلور في تصريحات صحافية وجود خلافات بين مصر وقرنق في شأن المبادرة العربية، وقال إن "تغيب قرنق حصل بسبب وجود التزامات أخرى تتطلب وجوده في الداخل، ولا خلافات مع مصر". يذكر أن قرنق سيلتقي وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت نهاية الاسبوع الجاري في نيروبي. جولة أولبرايت الافريقية على صعيد آخر رويترز نقلت صحف تصدر في الخرطوم عن مسؤولين بارزين أن الحكومة السودانية تعتبر جولة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت التي تشمل ست دول افريقية تمهيدا للتدخل في السودان. ونسبت صحيفة "البيان" المستقلة الى وزير الدولة في وزارة الخارجية الاسقف غبريال روريج قوله ان الهدف من الزيارة هو "التخطيط للعدوان على السودان". وقال امين حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في العاصمة الدكتور معتصم عبدالرحيم لصحيفة "أخبار اليوم" ان زيارة أولبرايت تهدف الى "خلق تصورات لتبرير التدخل في السودان"0 واضاف عبدالرحيم ان هناك اجتماعا متوقعا في نيروبي بين اولبرايت وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق بهدف تعطيل محادثات السلام التي ستجري بين الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحريرالسودان"0 وتابع عبدالرحيم ان الولاياتالمتحدة تريد ان يأتي المتمردون الى المفاوضات من موقع قوة لكي يتمكنوا من فرض الشروط الاميركية. وساد التوتر العلاقات السودانية - الاميركية بسبب إتهامات أميركية في شأن حقوق الانسان في السودان ومزاعم عن دعم الخرطوم الارهاب وعدم احراز تقدم في تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ 16 عاما في الجنوب0وتدهورت العلاقات في آب أغسطس 1998 حين شنت الولاياتالمتحدة هجوما صاروخيا على مصنع للادوية في الخرطوم. وتقول واشنطن ان المصنع كان ينتج غاز الاعصاب وتنفي الخرطوم ذلك0 ومن المقرر ان تلتقي اولبرايت قرنق في نيروبي يوم السبت كما ستجتمع مع مبعوثين من الدول المجاورة التي تشارك في محاولة للتوسط من اجل تسوية سلمية في السودان. وكانت اولبرايت التقت قرنق في اوغندا في العام 1997.