حددت المعارضة السودانية يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري موعداً لعقد اجتماع هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي "في القاهرة. وعلمت "الحياة" أن قادة المعارضة السودانية طلبوا توضيحات من زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق في شأن الاتفاق الذي توصلت اليه حركته مع الحكومة السودانية في شأن اجراء استفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان. وسيشارك في اجتماع المعارضة رئيس "التجمع" زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني ورئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي ورئيس "قوات التحالف السودانية " العميد عبدالعزيز خالد، فيما لم يحدد قرنق موقفه من حضور اجتماع القاهرة. وقالت مصادر في المعارضة السودانية ان "منح حق تقرير المصير بالطريقة التي تم الاتفاق عليها في نيروبي يُعد خروجاً على قرارات اسمرة التي وقع عليها قرنق"، واشارت الى ان "اجراء استفتاء في الوقت الراهن ومن دون الفترة الانتقالية التي حددها التجمع في قراراته 4 سنوات تعني انفصال الجنوب، وهو امر لا يمكن ان تقره المعارضة الشمالية تحت اي ظرف". وأشارت المصادر الى ان موضوع تقرير المصير سيكون أهم القضايا التي سيتناولها اجتماع هيئة القيادة التي ستعقد في القاهرة للمرة الاولى، مشيرة الى "أهمية الدور المصري في منع انفصال الجنوب". ودعت المصادر السودانية المعارضة المسؤولين المصريين الى "التدخل بشكل مباشر للحؤول دون حدوث الانفصال". من جهة اخرى، اجرى رئيس "قوات التحالف" اتصالات مع عدد من السفراء العرب المعتمدين في القاهرة، واطلعهم على الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها قواته في شرق السودان، مؤكداً اصرار المعارضة على اسقاط الحكم سلماً أو حرباً، وان المعارضة العسكرية ستطور عملياتها العسكرية على مختلف الجبهات. واجرى قياديون في "التجمع" اتصالات مع وزارة الخارجية المصرية طالبوها بپ"تفعيل مبادرتها لإنهاء الحرب السودانية"، واعتبروا أن اجتماعات قيادة المعرضة في القاهرة تمثل "فرصة للمسؤولين المصريين للاستماع الى وجهات نظر مختلف فعاليات المعارضة لوضع المبادرة المصرية في صورتها النهائية". الى ذلك رفض الرئيس السوداني السابق جعفر نميري الذي يقيم في مصر منذ اطاحته في عام 1985 فصل جنوب السودان، وقال: "إن التفريط في وحدة السودان عار على كل السودانيين". وأشار نميري في تصريح الى "الحياة" الى ان حكومته سعت الى حل مشكلة الجنوب منذ توليه مقاليد السلطة واستطاعت ان تبرم اتفاقا للحكم الذاتي الاقليمي في الجنوب حافظ على وحدة السودان وراعى الخلفيات التاريخية والصراعات القبلية. ودعا الأطراف السودانية الى العمل على وحدة السودان وعدم التفريط فيها.