دافع مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي بشدة عن الطلاب، قائلاً ان محاولة الزجّ بهم في الصراع السياسي امر مرفوض. وأشاد خامنئي في خطبة الجمعة بالرئيس سيد محمد خاتمي، معتبراً ان ربط نشر النص المسرحي الذي اثار ازمة بين المتشددين والاصلاحيين ب"علية القوم" غير صحيح. واعتبر كلام خامنئي نوعاً من التهدئة لطرفي الصراع، خصوصاً انه رفض بشدة دعوة بعض المتشددين لاعدام الطالبين اللذين كتبا النص المسرحي ونشرته مجلة "موج" التي يصدرها طلاب جامعة "صنعتي امير كبير". وشدد المرشد ان الاساءة لإمام الزمان الامام الثاني عشر عند الشيعة الجعفرية "قضية صعبة، ولذلك اقف خجلاً امام ولي الزمان"، مثنياً على المواقف التي رفضت هذه الاساءة. وقال "ان الطلاب من اكثر الفئات حزماً وصدقاً في اظهار مشاعر الاشمئزاز تجاه هذه الاساءة. ولا يمكن نسب هذا الحادث الى الطلاب"، معتبراً ان "العدو" يهدف "بشكل دائم الى وضع اسم الطلاب في كل عمل من هذا القبيل حتى يتشاءم الناس منهم". وطلب من التيارات السياسية ان لا تضخم الأمور وان لا تجيّر كل حادث "للمصالح الفئوية لأن مصلحة البلاد والشعب والثورة في وحدة القلوب فلا تعملوا عملاً تجعلوا معه الشعب يتصور ان التيارات السياسية تتصارع مع بعضها بعضاً فييأس ويحزن ويشعر بخيبة الأمل". وفي محاولة منه لحسم الخلاف الدائر حول قضية الولاء أكد "ان المنتمين للثورة هم الاشخاص الذين يقبلون الاسلام والحكومة الاسلامية". كما سعى مرشد الثورة الى تأكيد عزمه على المضي قدماً في اخراج المتشددين من تحت عباءته، فأشار الى حديث "البعض" عن تنفيذ "عقوبة المسيئين للمقدسات الاسلامية"، وقال انه مرفوض في اشارة الى تصريحات الجنرال محمد رضا نقدي قائد استخبارات شرطة طهران الذي اعلن نيته تنفيذ حكم الإعدام بالمسيئين للاسلام بنفسه، وأكد: "قال البعض نحن ننفذ العقوبة، أبداً، أبداً، لن يكون ذلك" ومشدداً على ان الأمر من صلاحية "النظام والحكومة لا الاشخاص أو الفئات". وطالب السلطة القضائية بتحديد علة هذا الحادث وسببه وأي حادث آخر مؤكداً ضرورة التفريق بين "العمل المسيء" في حد ذاته و"نية الاساءة". وقال: "عندما يكتب أحدهم في وقت من الأوقات غافلاً وبدون علم فهذه اساءة، وعندما يكتب وهو متعمد وبعلم فإن الحكم يختلف، ففي الاسلام الزيادة والنقصان خطأ". ويتوافق خامنئي في ذلك مع وجهة نظر خاتمي التي أعلن عنها الأربعاء الماضي أمام حشد من الطلاب في مرقد الخميني بمناسبة افتتاح العام الدراسي. وتبنى مرشد الجمهورية لهجة أقل حدة حين نبّه المسؤولين عن الشؤون الثقافية الى ضرورة "اعادة النظر في الوضع الثقافي الحالي" متوقعاً منهم العمل على "ازالة الأسباب التي تؤدي الى مثل هذه الاساءات والأخطاء" وهو بذلك يرضي المحافظين الذين يطالبون بإعادة النظر في السياسات الثقافية الحالية لوزارة الثقافة، ولكن خارج اطار الصراع السياسي.