انخرط مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي في حملة اركان النظام ضد العنف الأعمى الذي يستهدف منذ مدة كتّاباً ومثقفين، وأمر الاجهزة الامنية بأن تولي هذا الملف اولوية قصوى وتتعاون مع السلطة القضائية لوقف الجرائم. وتزامن موقف خامنئي مع بيان رسمي من الرئيس سيد محمد خاتمي تعهد فيه باستمرار اشرافه على ملف ملاحقة المجرمين وكشف ملابسات ما يجري، في رده على دعوة نحو 140 نائباً وجهوا اليه نداء في هذا الاتجاه وعلى رسالة مفتوحة من مجموعة من الكتّاب والمثقفين ناشدته العمل شخصياً على وقف هذه "الكوارث الرامية الى اجتثاث الحريات وايجاد توترات في المجتمع المدني". الى ذلك اتهم الامين العام ل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" القائد العام السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي "الدوائر الصهيونية" بتدبير عمليات الاغتيال التي حصدت حتى الآن خمسة ناشطين سياسيين وثقافيين، ويُعتقد ان سادساً لقي المصير نفسه بعد ان فُقد منذ ثلاثة اسابيع. ويبدو المسؤولون في الحكم ومؤسسات الدولة على ثقة من ان ما يحدث هو "مؤامرة خارجية تقف وراءها جهات استخباراتية والمعارضة في الخارج" سيما منظمة "مجاهدي الشعب" لكن اللافت ما اعلنه الكاتب الايراني المعروف بمواقفه الليبيرالية الدكتور صادق زيبا امس من ان "الذين يتحدثون عن ان مدبري ومنفذي جرائم الاغتيال هم رجال داخل السلطة مخطئون". وحذّر المثقفين الايرانيين من السقوط في فخ هذه التحليلات او المواقف "غير السليمة"، مشدداً على ان المحافظين انفسهم "ليس في صالحهم ان تتعرض سمعة النظام الى هذه الاساءة الكبرى وتتوتر الامور الى حد الاخلال الخطير بالامن العام". ويأتي هذا الموقف اللافت وسط همس بين اوساط المثقفين وعائلات المقتولين بان جهات داخلية معارضة او مناوئة لخاتمي تدبّر وتنفذ هذه الجرائم لافشال المشروع الخاتمي خصوصاً في ظل ما يتردد عن تنفّذ المحافظين في الاجهزة الامنية، بالاضافة الى ان المرشد خامنئي تخضع له السلطات الامنية، ولذلك يُعتبر ما اعلنه خامنئي حول هذا الملف امس مهماً، اذ تحدث في رجال دين في مقر قيادة الثورة وشدد على انه "لا يحدوني الشك ابداً في تورط اعداء الجمهورية الاسلامية في الحوادث الاخيرة"، معتبراً ان "هدف الاعداء هو وقف مسيرة الثورة ومحاولة اظهار ان النظام ليس قادراً على توفير الامن". لكن الاكثر لفتاً للانتباه في موقف خامنئي، كان رفضه هذه الحوادث بقطع النظر عن الهوية الفكرية او السياسية للضحايا "فهم مواطنون وقتل المواطنين أياً كانوا جريمة ضد الامن القومي". ووسط انتقادات اوساط سياسية وصحافية للصمت الذي التزمته الاجهزة الامنية بملاحقة هذه الجرائم وعدم مكاشفة الرأي العام بملابسات ما يجري، أمر خامنئي، القضاء واستخبارات وقوات وزارة الدخلية والامن الداخلي بأن تتعامل مع هذا الملف بحزم مطلق. ويتوقع ان يشهد تشييع الكاتب محمد مختاري حضوراً واسعاً اليوم رغم ما اصبح يحيط به المثقفون انفسهم من حيطة وحذر