مازالت ايران تشهد مزيداً من التطورات الدراماتيكية في سياق مضاعفات قضية النص المسرحي، وبلغ الصراع السياسي مراحل جعلت المتطرفين في جناحي اليمين واليسار يحاولون استغلال القضية واخراجها عن إطارها السياسي. وامس نشرت صحيفة "كيهان" القريبة الى "انصار حزب الله" تفاصيل عن هجوم بزجاجات حارقة نفذه مجهولون حوالى منتصف ليل الخميس - الجمعة، واستهدف مكتب إدارة صلاة الجمعة في منطقة نجف آباد في محافظة أصفهان وسط ايران، والتهمت النار معرضاً للكتب الدينية بما في ذلك أكثر من مئة نسخة من القرآن الكريم. وافادت الصحيفة أن مجموعة من الأشخاص نفذت الهجوم، مشيرة الى ان "مجهولين كانوا هددوا مرات بإحراق المعرض، وتعرض زجاج النوافذ للكسر سابقاً". ويشير مراقبون الى احتمال استغلال المحافظين النبأ الذي انفردت الصحيفة المحافظة بنشره، وذلك لدعم حملتهم المناهضة للإصلاحيين واتهام هؤلاء بالتهاون مع الذين يسيئون الى "المقدسات الإسلامية". يذكر أن نجف آباد هي مسقط رأس آية الله محمد منتظري الذي مازال يخضع لإقامة جبرية وكان نائباً للخميني ثم عزله الأخير لخلافات بينهما، ادعى منتظري أنها كانت تدور حول موقفه المؤيد للإصلاح والمعارض لولاية الفقيه المطلقة. وشهدت نجف آباد اخيراً العديد من الحوادث في إطار الخلاف بين منتظري والمحافظين. إلى ذلك تواصلت ردود الفعل على قضية النص المسرحي "المسيء الى امام الزمان" لدى الشيعة الجعفرية وعلى المضاعفات الخطيرة والاتهامات المتبادلة التي طاولت الرئيس محمد خاتمي. وأعلن مصدر موثوق به قريب الى الرئىس السابق هاشمي رفسنجاني ان لاعلاقة للأخير برابطة علماء الدين المجاهدين روحانيت، ونقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الايرانية عن المصدر قوله انه "كانت لأعضاء جماعة علماء الدين المجاهدين جلسات ومراجعات لدى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني لكن هذا الارتباط انقطع منذ فترة". ونسب المصدر الى الرئيس السابق أنه لم يكن على علم بإصدار "روحانيت" بيانها الأخير الذي انتقد مواقف خاتمي بشدة. وهاجم موحدي ساوجي العضو المحافظ في مجلس الشورى البرلمان خاتمي واتهمه بأنه لا يملك المقدرة على تفسير الإسلام و"متوسط المستوى لجهة الكتابة والتعبير". واعتبر ان تدخل الرئيس الايراني في شؤون خارج إطار وظيفته التنفيذية "ناشئ عن أغراض شخصية وهوى النفس"، في حين رأى عسكر أولادي رئيس جمعية الإئتلاف اليمينية في رسالة وجهها إلى خاتمي أن "ما يحدث من انتهاكات للمقدسات الإسلامية يتم تحت غطاء الدفاع عن دولتكم". وقال الجنرال محمد نقدي قائد استخبارات شرطة طهران الذي أبدى استعداده لتنفيذ حكم الإعدام في المسيئين الى المقدسات: "لما كان العسكريون متدينين فهم بالضرورة سياسيون تابعون للولاية والسياسات العامة للنظام" في اشارة إلى حق العسكر في الإعتراض على مايصفه المحافظون ب"الاساءة الى المقدسات".