دعا الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي قوات "حرس الثورة الاسلامية" الى عدم الانخراط في المنافسات والصراعات السياسية بين الجماعات والتيارات المختلفة، ودافع عن وجود تنوع سياسي وفكري في المجتمع، ورفض اعتبار ذلك "نقيصة" او "خللا" في مسيرة الثورة، وشدد على ان "الثوريين" هم الذين أنشأوا "الحرس" وليسوا فئة او شريحة محددة. وانتقدت اوساط اعلامية "متشددة" انصار خاتمي ومؤيديه الذين حضروا المهرجان الخطابي في جامعة طهران اول من امس. واعتبرت ان بعض الشعارات التي رُددت من شأنها ان "تثير النعرات وتغذي الحساسيات وما يظهر من تنافر" بين التيارات. وكانت عشرات الآلاف من مؤيدي خاتمي احتشدوا في جامعة طهران في الذكرى السنوية الأولى لانتخابه رئيساً، ولم يجدوا حرجاً في رفع شعارات ضد من يوصفون بالمحافظين والمتشددين، خصوصاً شعاري "الموت للهيمنة والاحتكار" و"يزدي، يزدي، استقالة، استقالة"، وهو شعار وجه مباشرة الى رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي الذي يعد من الرموز البارزة في تيار المحافظين. ولذلك رددت الحشود التي شاركت في مهرجان جامعة طهران شعارات تطالب بأن يكون خاتمي إمام جمعة في طهران. ولم يخف الرئيس الايراني عدم رضاه على الشعارات الانتقادية التي وجهت الى المحافظين، خصوصاً شعار "الموت للاحتكار"، وطالبهم بأن يرددوا شعارات تدعو الى "الحياة وليس الموت والى المحبة والتسامح في حضوري". وانتقدت صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي ما شهده المهرجان الخطابي ورأت انه "لا يساعد على وحدة الصف ويناقض حتى ما يدعو اليه الرئيس خاتمي نفسه" من وحدة داخلية وتضامن وطني. ولوحظ ان صحيفة "رسالت" ابرز الصحف الموالية للمحافظين تجنبت التعليق مباشرة على ما حصل في الجامعة، لكنها شددت على ان "عشرين مليوناً انتخبوا خاتمي لكن اكثر من ستين مليوناً ينتظرون تطبيق وعوده". وتحدث خاتمي امس امام ضباط في "الحرس الثوري" لمناسبة الذكرى الپ16 لپ"تحرير خرمشهر من الاحتلال العراقي". وقال "ان الحرس قوة سامية في الثورة ولهذا يجب ان يكون فوق كل الاحداث والتيارات". ورأى ان "وجود المجموعات والتيارات المتنوعة والمختلفة ليس عيباً، بل هو دليل عافية وحيوية المجتمع، وكما ان القائد المرشد فوق كل التوجهات والآراء المختلفة فإن الحرس ينبغي ان يكون كذلك". لكن الرئيس الايراني لم يخف استياء ضمنياً مما تعرّض له مسؤولون في "الحرس" اخيراً من انتقادات لاذعة اعتبرها بعضهم مهينة وبادرة خطيرة. وشدد على ان "حرمة الثورة هي حرمة الحرس، ولا توجد قوة بكفاءة الحرس في الحفاظ على الثورة"، ودعا الى وحدة القوات المسلحة المؤلفة من الجيش والحرس والبسيج المتطوعون.