صدرت اشارات قوية من الولاياتالمتحدة الى أنها توافق على حكومة مدنية في باكستان لا يرأسها رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف، فيما استدعى زعماء الانقلاب بعض سفرائهم في الخارج، خصوصاً في لندنوواشنطن. وسئل الرئيس بيل كلينتون أمس هل يريد عودة شريف الى الحكم فقال: "ان الولاياتالمتحدة، أو أي دولة، لا تملك ان تختار زعماء البلدان الأخرى. فعلى الشعوب أن تفعل ذلك". ورأى مراقبون ان الاجتماع الودي المطول أول من أمس بين زعيم الانقلاب الجنرال برويز مشرف والسفير الأميركي وليام ميلام الذي تناول الكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية في باكستان، يشير الى قبول واشنطن الأمر الواقع المتمثل بسلطة العسكر. ويشير المراقبون الى أن واشنطن تعرف تماماً ان الحكومات "الموقتة" التي يشكلها العسكريون في باكستان تستمر، وهذا ما تؤكده ال25 سنة الماضية. ويستند المراقبون في موقفهم الى أن واشنطن لم تطالب منذ الانقلاب بإعادة رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف الى السلطة. ورفض الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس فولي اعطاء تفاصيل عن اجتماع السفير ميلام مع زعيم الانقلاب. وقال ان باكستان تنتظر خطاب الجنرال مشرف لكي تعرف اتجاه السلطة الجديدة. وذكرت تقارير من اسلام آباد ان السفير الأميركي كرر مطلع الاجتماع طلب واشنطن العودة الى الحكم المدني الديموقراطي، ثم استمع الى شرح مفصل من الجنرال مشرف للحلول التي يريدها لمشاكل البلاد. وأضافت التقارير انه تحدث عن تشكيل حكومة تكنوقراط، واجراء اصلاحات جذرية تقضي على الفوضى والفساد في النظام السياسي. وقال فولي: "من جهتنا، نستمر في الضغط من أجل العودة السريعة والكاملة الى السلطة الديموقراطية المدنية". وعبر عن أمل واشنطن في "ان يكون فرض حال الطوارئ وحل البرلمان يمثلان مرحلة موقتة لا تقود الى الحكم العسكري المباشر"، وان يتضمن الخطاب المتوقع من الجنرال مشرف التزام النظام الجديد عملية تقود الى الديموقراطية. وأضاف: "لا نريد ان ندير ظهورنا الى باكستان، لكن نأمل منها أن لا تدير ظهرها الى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي". وفي اسلام آباد أرجأ الجنرال مشرف خطاباً كان مقرراً أن يلقيه أمس، ويعلن من خلاله "تشكيل حكومته"، وعزت المصادر الباكستانية ذلك الى رغبة العسكر في اعطاء فرصة لمزيد من المشاورات. وقال الناطق العسكري العميد راشد قريشي أمس ان حكومة التكنوقراط التي من المقرر أن تتولى السلطة ستواصل عملها حتى إعادة الديموقراطية. واستدعى قادة الانقلاب أمس 18 سفيراً من الخارج بينهم سفيرا باكستان في لندنوواشنطن. وعلق الناطق باسم الخارجية على قرار الاستدعاء بأنه مسألة تقليدية لأن تعيينهم كان بقرار من الحكومة المخلوعة.