طلب الرئيس بيل كلينتون خطيا من مجلس الشيوخ تأجيل التصويت على معاهدة حظر التجارب النووية، خوفا من ان يؤدي التصويت الى رفضها نظرا الى عدم توفر غالبية 67 صوتا لاقرارها. لكن زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس اشترط ان يتعهد كلينتون التخلي عن طرح الموضوع طيلة المدة الباقية من ولايته، لقاء تخلي الشيوخ عن التصويت. وافيد ان الرئيس يتجه الى تقديم هذا التعهد لتفادي الاحراج الذي يسببه له رفض المعاهدة امام قادة العالم. واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - اعلن البيت الابيض ان الرئيس بيل كلينتون وجّه بعد ظهر اول من امس الاثنين رسالة خطية الى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترنت لوت، يطلب منه فيها تأجيل التصويت على تصديق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بعد مناقشة الموضوع مساء امس. لكن زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس السيناتور ترنت لوت رأى ان الطلب غير كاف وان على كلينتون التعهد بعدم اثارة موضوع المعاهدة حتى انتهاء ولايته السنة المقبلة. وافادت مصادر اعلامية اميركية ان الرئيس لا يجد امامه سوى التجاوب مع شروط المجلس، كي يتفادى ما يسببه من احراج امام قادة دول العالم رفض الكونغرس للمعاهدة. وكان كلينتون قال في رسالته الى المجلس التي نشرها البيت الابيض، ان اي تصويت على المعاهدة في الظروف الراهنة "يوجه ضربة قوية الى الامن القومي للولايات المتحدة، ويؤثر سلبا على علاقاتها مع حلفائها ويضرب اربعين عاما من الزعامة التاريخية التي مثلتها الادارات الجمهورية والديموقراطية الاميركية من اجل الحد من التهديدات النووية". واضاف: "في هذه الظروف، اطلب منكم تأجيل البحث في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في مجلس الشيوخ". واعلن انه ما زال مقتنعا بأن التصديق على المعاهدة هو فعلا "في المصلحة القومية". ولكنه أقر بأن عددا كبيرا من اعضاء مجلس الشيوخ "يعارضون بشدة" هذه المعاهدة. وفي حال طرحت المعاهدة على التصويت، لن تحصل على اصوات ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ المئة الضرورية من اجل تصديقها. وقال جون شوارتاكي الناطق باسم زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ انه "لا بد من التوصل الى اتفاق على عدم اثارة الموضوع في الكونغرس. ولا يكفي سحب القضية من النقاش" حاليا. ورد مستشار كلينتون لشؤون الامن القومي صاموئيل بيرغر بالقول انه "من الخطأ الطلب من الرئيس ان يقول للعالم ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع تصريف اعمالها في عام الانتخابات".