طهران - "الحياة"، ا ف ب، ق ن ا - اشاد الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس الاربعاء بالتحقيق "المستقيم" الذي اجرته اجهزة الاستخبارات وادى الى توقيف عناصر في صفوفها متهمين بالوقوف وراء سلسلة اغتيالات في ايران. لكن رئيس مجلس الشورى البرلمان حجة الإسلام علي أكبر ناطق نوري حذّر من فتنة داخلية. وقال خاتمي في رسالة الى العاملين في وزارة الاستخبارات: "انا على ثقة ان الطريقة المناسبة التي تحركتم على اساسها لحل هذه القضية ستعزز ثقة الرأي العام بهذه الادارة النظيفة والقوية والامينة". ودعا اجهزة الاستخبارات الى "عدم فقدان الثقة" وان تظهر "انها متيقظة دائما لصد الخلايا الاجنبية المريضة التي تريد الدخول الى الجسم السليم" لهذه الادارة. وطالبت أمس حركة ايرانية معتدلة باجراء اصلاحات في العمق في الاجهزة الامنية والاستخبارات. وطالبت "جبهة المشاركة الاسلامية" التي تضم شخصيات قريبة من الرئيس المعتدل خاتمي ب "نشر" اسماء المتهمين في اطار قضية الاغتيالات. كذلك طالبت ب "اعادة تنظيم الاجهزة الامنية والاستخبارات"، خصوصاً على مستوى المدراء العامين في الوزارتين المعنيتين اللتين "اظهرتا تقصيرا في ضمان الامن الوطني وفقدتا ثقة الشعب". وقالت الحركة في بيان نشرته وكالة الانباء الايرانية ان تورط عملاء من اجهزة الاستخبارات في سلسلة اغتيالات معارضين ومثقفين في طهران في نهاية العام الماضي "تجربة مريرة عشية الذكرى العشرين للثورة الاسلامية". وكانت وزارة الاستخبارات أعلنت مساء الثلثاء ان اعضاء من اجهزتها مسؤولون عن موجة الاغتيالات التي طالت خمسة مثقفين ليبراليين ومعارضين قوميين نهاية السنة الماضية في طهران بينهم المعارض داريوش فوروهار وزوجته اللذان قتلا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. لكن الوزارة اعتبرت انها غير مسؤولة شخصياً مؤكدة ان عناصر "غير مسؤولين ومنحرفين تحركوا من تلقاء ذاتهم لحساب مصالح اجنبية". وحذر أمس علي اكبر ناطق نوري من "مؤامرة تؤدي الى فتنة داخلية يريدها العدو لايران" فى ضوء كشف تورط أعضاء من وزارة الامن والاستخبارات فى حوادث القتل الاخيرة التى طالت الكتاب والمعارضين. واثنى نوري فى جلسة علنية عقدها مجلس الشورى أمس على تمكن وزارة الامن الايرانية الليلة قبل الماضية من اعتقال عدد من المسؤولين فيها لضلوعهم فى حوادث القتل، مشددا على "ان تعزيز الامن الوطني وسيادته ومصالح النظام والشعب يبقى المبدأ الاساسي للنظام الذي يجب ان يتعامل بحزم شديد مع اي مجموعة او شخص يعمل ضد هذا المبدأ". وقال رئيس مجلس الشورى الايراني: "يجب عدم اعتبار الموضوع منتهياً لانه اكثر تعقيدا مما نتصور. لاننا لو تابعنا هذه الايام الوكالات والاذاعات الاجنبية فسندرك ان الاعداء يريدون اهدافا اخرى". واكد "ان العدو يخطط لاحداث فتنة وجر الاجنحة الداخلية الى صراعات ومعارك في ما بينها ليصل الى تحقيق اهدافه"، داعياً الى "اليقظة والحذر لاجتثاث جذور المؤامرة"، مبدياً رفضه التام لما قامت به المجموعة المتورطة. وقال: "لا يمكن ان نقبل ان تجتمع جماعة ما وتقرر لنفسها وتهدد امن البلاد". الى ذلك، اتهم مصدر رسمي ايراني حركة "مجاهدين خلق"، المعارضة المسلحة الرئيسية للنظام، بمحاولة اغتيال رئيس السلطة القضائية الثلثاء في طهران. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن مدير الشؤون السياسية في وزارة الداخلية الايرانية امير حسين مطهر امس ان "المجموعة الارهابية لمجاهدين خلق تقف وراء عمل العنف هذا". وكان رئيس السلطة القضائية في طهران علي رازيني اصيب بجروح في ساقه اول من امس في اعتداء شنه مسلحون على سيارته عند مغادرته مكتبه في طهران. وافادت حصيلة بثتها وكالة الانباء الايرانية ان احد المارة قتل وجرح اربعة آخرون في هذا الاعتداء. وقال ان رجلين على دراجة نارية القيا متفجرات على سيارة رازيني عند مرورهما امامها. وتلقت "الحياة" في لندن أمس بياناً من "هيئة قيادة مجاهدين خلق داخل ايران" تبنت فيه محاولة قتل رازيني. وعدد البيان المناصب التي تولاها ومتوعداً ب "معاقبة" القيادة الايرانية.