طهران، باريس - "الحياة"، أ ف ب - اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي أكبر ناطق نوري أمس "مرتزقة أجانب" بالوقوف وراء موجة اغتيال مثقفين ومعارضين "للإخلال بالأمن في البلاد وزرع الشقاق في صفوف النظام". وأكد ان مجلس الشورى "مصمم على كشف "ملابسات عمليات القتل"، وطلب من وزارتي الاستخبارات والداخلية "بذل الجهود لاعتقال المسؤولين عن عمليات القتل هذه ومعاقبتهم". وأضاف ناطق نوري الذي يعتبر من زعماء تيار المحافظين "انها مؤامرة خطيرة جداً تهدف الى المس بالمصالح القومية وبأمن البلاد، وتريد إظهار النظام عاجزاً عن ضمان أمن مواطنيه وايجاد الذريعة للتدخل في شؤوننا الداخلية". الى ذلك، لوحظ في طهران قيام الأوساط المحافظة أمس بتعبئة إعلامية لمواجهة "محاولات زرع انشقاق بين تيارات النظام المختلفة" و"احباط الفتنة". وأشارت بسلبية الى كيفية تعاطي جماعات مؤيدة للحكومة "بسذاجة وضيق أفق". وما لم يقله ناطق نوري، قالته الصحف الموالية للتيار المحافظ أو القريبة منه. وأشارت صحيفة "قدس" الى أن الطريقة التي نفذت بها عمليات الاغتيال تؤكد "التخطيط العالي والدقة المتناهية والمحترفة، مما يلغي فرضية ان تقوم بها عصابات عادية"، وأعربت عن الأسف "لكون أوساط داخلية تعاطفت مع هذه الحوادث ببساطة وسذاجة وضيق أفق منطلقة من رؤى فئوية وعقد حزبية". وأكدت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب مرشد الجمهورية الاسلامية المعاني ذاتها. وحذرت من اتخاذ ما يجري "مطية لتصفية حسابات سياسية". ودعت الى "اعلاء الروح الوطنية على أي مصلحة آنية". تضامن فرنسي وفي باريس وقع نحو 50 كاتباً فرنسياً أمس عريضة اعربوا فيها عن دعمهم لزملائهم الايرانيين بعد تعرض عدد منهم للاغتيال خلال الفترة الأخيرة. وجاء في البيان انه "منذ أشهر تضاعفت الهجمات ضد حرية التعبير كما تضاعفت اغتيالات الكتاب في ايران. ومنعت ثلاث صحف من الصدور وزج بمسؤوليها في السجون واختفى العديد من الكتاب وعثر على بعضهم مقتولين". وطالب هؤلاء الرئيس السيد محمد خاتمي "ان يفعل كل ما في وسعه لحماية الكتاب الايرانيين المهددين"، ودعوا "منظمات الكتاب في العالم للتضامن مع زملائهم الايرانيين". في لندن "الحياة" قالت منظمة "مجاهدين خلق" في بيان ان هدف السلطات الايرانية، من "نسبة هذه الجرائم الفظيعة الى المجاهدين و"خارج البلاد" اخفاء الهوية الحقيقية للمتورطين في هذه الجرائم وآمريها الذين ليسوا سوى زعماء النظام وعملائهم، والتهرب من المضاعفات الداخلية والدولية لهذه الجرائم، والتمهيد لشن هجمات عسكرية وارهابية ضد قواعد المقاومة الايرانية في الأراضي العراقية وفي الدول الأخرى"