لم يبد المدرب البرازيلي باولو باس كامارغو 48 عاماً ارتياحه لمسيرة كرة القدم السورية التي تعاني من "نواقص كثيرة" وفي حاجة إلى "اعادة النظر"، اضافة الى كون الملاعب السورية ذات ارضية سيئة وغير صالحة للعب. وقد بدأ كامارغو الاشراف على فريق الجيش السوري في آب اغسطس الماضي خلفاً للبلغاري ستانكوف ومن ثم الروماني كونستانتين، وفور وصوله الى سورية قال انه سيعمل على "بناء المدرسة البرازيلية لكرة القدم في سورية من منطلق ذاتي"، لكن الذي حدث هو ان فريقه لم يظهر عليه أي تطور او تحديث في طريقة لعبه وبقي يراوح مكانه، بل ان عروضه في الدوري اظهرت بعض الثغرات رغم انه يضم افضل اللاعبين في سورية. الاسلوب واللاعب والملاعب وقال كامارغو ل "الحياة" انه عانى كثيراً في تدريب فريق الجيش، ذلك لان الكرة السورية "متأثرة الى حد بعيد بالكرة الاوربية الشرقية ومنطبعة باسلوبها"، مشيراً الى "الفارق الكبير" بين اسلوب الكرة اللاتينية واسلوب الكرة الاوربية الشرقية... وبعدما اقر بأن نادي الجيش يضم "خامات جيدة"، اشار الى ان اللاعبين في حاجة الى "صقل من الناحية التكتيكية والتقنية". وسيعمل المدرب البرازيلي في المستقبل على تفعيل الاداء من اجل نقل الكرة بشكل اسرع لتحقيق ديناميكية مفيدة تنعكس بشكل عام على الفريق ذلك لان "البطء في الاداء واضح". وطالب كامارغو بالعمل من اجل رفع الناحية الفنية وزيادة الخبرة مايتطلب توفير الاحتكاك للاعب السوري مع فرق قوية واقامة معسكرات خارجية واستقدام فرق قوية لان اللاعب السوري "ينقصه بعض الاساسيات الفنية والخبرة والاحتكاك والثقة بالنفس لانه جيد من الناحية البدنية". وزاد ان اللاعبين السوريين يملكون "قدرات وامكانات يمكن تطويرها لكن تحتاج إلى الصقل خاصة من الناحية الشخصية لكل لاعب حتى يعرف كيف يميز شخصيته وان يلعب كرة القدم كمحترف او متفرغ وان يلعبها باصولها واساسياتها وليس كهاوٍ او مجرد تسلية لكرة القدم". ورداً على القول بانه لم يحدث اي تغيير على اداء فريقه، قال: "عملت خلال الاشهر الاربعة الماضية على احداث بعض التغير لدى اللاعبين الذين أخذوا يستوعبون الافكار وطريقة التدريب وكان هذا مهم جداً لي في البداية وسأعمل في المستقبل على رفع الناحية التكتيكية لديهم وان كان ذلك يحتاج الى صعوبات وبذل جهود كبيرة". وعزا سبب عدم تقديم فريقه لعروض قوية وعدم اظهار لمحات برازيلية اثناء مباريات الدوري السوري الى "ظروف المباريات وارضية الملاعب في سورية التي لا تسمح للفريق بان يؤدي كل الفنيات او اللمسات البرازيلية التي تعلمها اللاعبون، اذ انه من الصعب جداً خلال فترة قصيرة ان يستوعب اللاعب بشكل تام كل اسرار اللعبة وفنياتها"، وزاد: "نحن نلعب في الدوري لعباً تجارياً، فكل فريق يحاول ان يربح النقاط ولظروف المباريات وسوء أرضية الملاعب فان فريقي لا يستطيع تقديم عروض فنية قوية ولا كرة جميلة، لذلك نلعب لعباً تجارياً من اجل تحصيل النقاط وهذه تكون الغاية من اللقاءات". وكامارغو غير مقتنع بأن فريق الجيش يضم افضل اللاعبين في سورية ويمتلك امكانات مادية ضخمة، بل انه يضم "بعض اللاعبين المميزين كما في بقية الفرق الاخرى. وافضل اللاعبين ضمن فريق الجيش هم سيد بيازيد وطارق جبان وماهر السيد. وهذا لا يقلل من اهمية الآخرين فكلهم بالنسبة الي ممتازين وانا اتعامل معهم من اجل رفع مستواهم". وتابع كمارغو: "نحن الآن في منتصف الدوري وفريق الجيش يحتل لائحة الترتيب وسيظل ينافس على بطولة الدوري والاحتفاظ بلقبه السابق". ضعف الحكام وسوء التخطيط واشار المدرب البرازيلي إلى "ضعف التحكيم" في مباريات الدوري السوري الذي يؤثر سلباً في مستوى اللعبة بشكل عام "وباعتباري لاعب دولي سابق ودربت منتخبات عدة فليس من عادتي أن احكم على اداء الحكم لانه سيد الملعب". وأعرب عن اسفه الشديد لانه شاهد اثناء مباريات الدوري مواقف تدل الى "سوء تحضير أو قلة خبرة الحكام"، ما يؤدي الى الاضرار بمسيرة الدوري والتأثير على فرقه واحداث مشاكل وشغب. ولم يخف كامارغو ما يجول في خاطره من قناعات حول اسباب تراجع الكرة السورية او على الاقل ثبات مكانها. واوضح ان ذلك يعود الى "سوء التخطيط على مستوى الدوري والفرق والى قلة خبرة الحكام اضافة لعدم وجود ملاعب ذات ارضية جيدة"، واستطرد: "لكن اذا توفرت العوامل السابقة بشكل صحيح فليس مستغرباً ان يحدث تطور في كرة القدم السورية. لكن من دون ذلك من الصعب احداث اي تغيير في المدى المنظور". ونفى مدرب الجيش المعلومات التي تناقلتها الصحف المحلية عن احتمال تسلمه المنتخبات الوطنية. وقال: "لم يعرض احد علي هذه الفكرة ولا افكر حالياً بذلك وان عرضت علي تلك الفكرة فليس لدي اي شروط محددة". من هو؟ يذكر ان كامارغو مارس اللعبة منذ كان عمره 14 سنة في نادي كامبو غراندي في ولاية ريو دي جانيرو، ولعب مع فريق فلامينغو سبع سنوات وشارك مع المنتخب البرازيلي في مونديال الارجنتين العام 1978 في مركز الجناح الايسر كما لعب لفريق مليوناريوس الكولومبي موسم 1979 -1980، وانتقل الى بوتا فوغو البرازيلي وتوجه الى التدريب العام 1985 بإشرافه على فريق كورينثيانز البرازيلي ثم انتقل الى ريو دي جانيرو لتدريب فرق عدة منها اميركا كابوغراندي وبورتوغيزا، كما اوصل منتخب هندوراس للشباب دون 20 سنة الى نهائىات كأس العالم التي جرت في قطر العام 1995. وقاد منتخب هندوراس دون 23 سنة الى الفوز بالمركز الثاني للدورة الدولية التي جرت في العام 1995 في ميامي بمشاركة منتخبات البيرو والسلفادور وغواتيمالا وكولومبيا. وقبل قدومه إلى سورية كان مشرفاً على تدريب فريق اولاريا من الدرجة الاولى في البرازيل.