أكدت مصادر أمنية أمس ان ستة أشخاص اعتُقلوا قبل ثلاثة أيام، أقروا بأنهم قاموا بعمليات مخلّة بالأمن، وانهم سيمثلون اليوم أمام محكمة في عدن الى جانب خمسة مسلمين بريطانيين وجزائري يحمل جوازاً فرنسياً تتهمهم السلطات بالتخطيط ل "عمليات ارهابية". في غضون ذلك نوّه وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، في مقابلة مع "الحياة"، بتعاون السلطات اليمنية مع ضباط الشرطة البريطانيين الذين زاروا اليمن لكشف ملابسات خطف السياح ال 16 في أبين في 28 كانون الأول ديسمبر الماضي. وقُتل اربعة من السياح خلال عملية تحريرهم. وأكد كوك في حديثه ان ليست هناك نية لدى الجانب البريطاني للتحقيق مع البريطانيين من أصول مختلفة الموقوفين في عدن، مشدداً على ان ذلك من اختصاص القضاء اليمني. راجع ص 3 وعلى صعيد المحاكمة في عدن اليوم، قالت مصادر أمنية ان المعتقلين الستة الجدد ثلاثة يحملون جوازات بريطانية وجزائري يحمل الجنسية الفرنسية وجزائري ثان ويمني سينُقلون ليلاً ليل امس من صنعاء الى عدن وسينضمون اليوم الى مجموعة البريطانيين الخمسة والجزائري - الفرنسي الذين افتُتحت محاكمتهم الاربعاء، لكنها تأجلت ثلاثة أيام للإفساح في المجال أمام محامي الدفاع السيد بدر باسنيد لدرس ملفات موكليه. ويُتوقع ان تستمع المحكمة اليوم الى دفوع محامي الدفاع ودفوع الإدعاء العام وأدلته على الموقوفين. وقالت المصادر أب ان الموقوفين ال 12 متهمون بالارتباط ب "جماعة مسلحة"، والتخطيط للقيام بعمليات قتل وتخريب، وحيازة أسلحة. وتابعت ان المعتقلين الستة الجدد أقروا بالاتهامات الموجهة اليهم. وبين المتهمين الجدد محمد مصطفى كامل، نجل "أبو حمزة المصري" المتشدد الاسلامي المقيم في بريطانيا الذي تتهمه صنعاء ب "الارهاب". وأكدت امس اف ب، رويترز عائلات البريطانيين الخمسة الذين يُحاكمون حالياً في عدن، في نداء أمس الى الوزير روبن كوك، ان "السلطات اليمنية، وفي حرصها على اجراء محاكمة سريعة، شكّلت محكمة لا يحظى فيها المتهمون باي فرصة للرد على اتهامات المدعي العام او نقضها". واعتبرت المحاكمة "مهزلة قضائية". وأكدت ان الخمسة تعرضوا للتعذيب. واستطاع المحامي البريطاني مايكل ماك كولغان من اللقاء بالمتهمين الخمسة للمرة الاولى الاربعاء الماضي يوم بدء محاكمتهم في عدن. وقال لوكالة "فرانس برس": "رأيت مالك نصار هرهرة الذي ابلغني عن تعرضه للضرب بالعصي واللكم على الوجه وتقييد يديه مرات عدة ولفترة ساعات، كما انه ضرب بحزام حتى فقد وعيه، ثم ضرب مجدداً بعدما استعاد وعيه". وقال انه رأى ندوباً على ايدي مالك. واشار الى ان أحد المعتقلين المدعو عمر عبدالرحمن الجزائري عذب بوسائل كهربائية بينما كانت عيناه معصوبتين. الى ذلك، اعلن طبيب بريطاني وصل الى اليمن لمعاينة البريطانيين المتهمين بالارهاب، ان السلطات اليمنية منعته من اللقاء بهم على رغم وجود قرار قضائي بهذا الشأن. وقال الطبيب صداف علام، وهو طبيب صحة عامة في مانشستر ببريطانيا، انه حصل على اذن شفوي من المحكمة لمقابلتهم و"عندما حاولنا الحصول على ذلك خطياً لم يسمح لنا بلقائهم". خطباء المساجد على صعيد آخر، شن خطباء المساجد في اليمن هجوماً عنيفاً على "أبو حمزة المصري". واعتبروا انه يُقدّم "صورة مشوّهة للإسلام". وقال الخطباء وبينهم عدد كبير من المحسوبين على تجمع الإصلاح بزعامة الشيخ عبدالله الأحمر، ان الصورة التي يُقدّمها "أبو حمزة" للإسلام تُستخدم في الغرب لمحاربته وتشويه صورته. وتساءلوا عن السبب الذي يدفع بريطانيا "الى ايواء أبو حمزة في وقت يجهر بأن له ضلعاً مع الجماعة التي قتلتهم"، في إشارة الى الرهائن الذين خطفتهم جماعة "جيش عدن الإسلامي" وقُتل اربعة منهم خلال عملية تحريرهم. ووصف الخطباء "أبو حمزة" بأنه "متطرف" وانه يريد ان يبرر بالإسلام أعمالاً إرهابية لا تمت الى هذا الدين بصلة.