اتهم اليمن امس رسمياً اربعة بريطانيين معتقلين في عدن منذ 24 كانون الأول ديسمبر الماضي ب "الانتماء الى جماعة مسلحة تُعد لعمليات اغتيال واعتداءات". ويُتوقع ان يُوجّه لاحقاً الاتهام أيضاً الى البريطاني الخامس الذي يحمل الجنسية اليمنية مالك فضل ناصر هرهرة. والمتهمون الاربعة شاهد بت، سرمد أحمد، محسن غيلان وغلام حسين، يواجهون عقوبة تصل الى الاعدام اذا دينوا. وإضافة الى هؤلاء، يُتوقع ان يشمل قرار الاتهام أيضاً الفرنسي من أصل جزائري لوبرديك بيرك حامس "عبدالرحمن الجزائري". وقال مصدر في النيابة العامة في عدن ان الاربعة وُجّهت اليهم تهم "الانتماء الى تنظيم مسلح، وحيازة اسلحة ومتفجرات واجهزة اتصالات دولية غير مرخّص بها، والشروع في اعمال تخريب وتفجير للتأثير على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في اليمن، والتآمر مع دوائر وجهات خارجية ضد اليمن". وأوضح ان الاربعة وُجهوا ليل امس بالتهم والادلة ضدهم الاسلحة والمتفجرات بحضور القنصل البريطاني ومحاميهم. وأضاف ان المتوقع ان يكون البريطاني الخامس من أصل يمني والفرنسي من أصل جزائري اتُهموا بالتهم نفسها ليل امس. وكان اليمن طلب أمس ايضاحات مفصلة من الحكومة البريطانية حول تصريحات لمسؤول منظمة "أنصار الشريعة" مصطفى كامل "أبو حمزة المصري" هاجم فيها الحكم في اليمن وهدد بعمليات "جهادية" ضد المصالح البريطانية والاميركية في اليمن وغيره وايضاً بتنفيذ أعمال ارهابية ضد اليمن. واتصل رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني امس بوزير الخارجية البريطاني روبن كوك، الذي وعد بدرس الطلب اليمني "بعناية واهتمام" حتى يتسنى للحكومة البريطانية الرد على استفسارات صنعاء في أقرب وقت ممكن. وقالت وكالة الانباء اليمنية ان الأرياني عبر لكوك عن "قلق الحكومة اليمنية البالغ وانزعاجها للممارسات التي تقوم بها جماعات ارهابية مقيمة في بريطانيا ضد اليمن". وفي ما يتعلق بالمعتقلين البريطانيين الخمسة في عدن منذ 23 الشهر الماضي، أكد الأرياني خلال الاتصال ان ترتيبات إعلان "لائحة الاتهام" ضد هذه الجماعة على وشك الانتهاء في ضوء ما توجبه القوانين اليمنية. ولم يكن قرار الاتهام قد صدر ساعة حصول الاتصال الهاتفي بين المسؤولين. وفي هذا السياق أكدت النيابة العامة اليمنية في صنعاء ان محاكمة جماعة الثمانية، بينهم خمسة بريطانيين وفرنسي، ستبدأ عقب اجازة عيد الفطر المبارك. وكانت صحيفة "26 سبتمبر" الحكومية نشرت في عددها، أول من أمس، اعترافات نسبتها الى المتهمين بالتخطيط لاعمال تخريب وتفجير في عدن. وورد في هذه "الاعترافات" ان المجموعة على علاقة وطيدة مع "أبو حمزة المصري" ومكتب "أنصار الشريعة" التابع له في لندن، وان "أبو حمزة" يستقطب الشبان من جنسيات مختلفة ثم يرسلهم الى اليمن ويدفع لهم تكاليف السفر والإقامة للقيام بأعمال تخريب تحت اشراف عناصر يمنية مرتبطة بمكتب "أنصار الشريعة" في لندن، ومنهم زين العابدين أبو الحسن المحضار زعيم جماعة "جيش عدن - أبين الاسلامي" الذي يحاكم في صنعاء وأفراد جماعته لقيامهم بخطف السياح الغربيين وقتل أربعة منهم نهاية الشهر الماضي. وأضافت الصحيفة ان أحد المتهمين قال في اعترافاته ان "أبو حمزة" كان يجند الشباب ويرسلهم الى اليمن لتنفيذ مخطط تحت شعار "الجهاد" و"تحرير جنوب اليمن من الشمال". وقالت ان مصادرها في لندن كشفت ان أحد المتهمين وهو مالك ناصر هرهره هو "ضابط سابق من مجموعة الانفصاليين الذين فروا الى لندن إبان الحرب الانفصالية عام 1994"، وانه يمثّل مع متهم آخر همزة وصل بين "أبو حمزة" وعبدالرحمن الجفري زعيم مؤسس حركة "موج" المعارضة في الخارج.