غادر العاهل الاردني الملك حسين عمان في شكل مفاجئ امس متوجهاً الى مستشفى مايو كلينيك في الولاياتالمتحدة إثر تعرضه لانتكاسة صحية بعد اقل من 24 ساعة من توقيعه مرسوماً ملكياً قضى بتعيين نجله الاكبر الأمير عبدالله ولياً للعهد بدلاً من شقيقه الأمير حسن الذي تمت تنحيته قبل اربعة ايام. وقالت مصادر رسمية ان العاهل الاردني غادر لاجراء فحوص طبية "بعدما لاحظ الاطباء اثر عودته من رحلة علاجه حصول ارتفاع في درجة حرارته بين الحين والآخر اضافة الى خشيتهم نتيجة للفحوص الاولية من ان هناك تناقصاً في الخلايا الدموية التي ينتجها النخاع العظمي". واوضحت ان الانتكاسة الصحية قد تكون نتيجة تعرض الملك حسين للريح والمطر والاعياء الناجم عن الوقوف فترة طويلة من الزمن لدى تجول موكبه في شوارع العاصمة بعد عودته الاسبوع الماضي. واشارت الى ان الاطباء، رأوا، بعد التشاور مع زملائهم في الخارج، ان يعود الملك الى مايو كلينيك قبل الموعد المحدد سابقاً في شهر آذار مارس المقبل لكي تجرى الفحوص وتتخذ في ضوء ذلك الاجراءات المطلوبة لمعالجة هذا الطارئ. وأقسم الأمير عبدالله بن الحسين ولي العهد بحضور هيئة الوزارة اليمين الدستورية نائباً للملك طوال فترة غيابه عن ارض الوطن، وتم اداء القسم في الديوان الملكي في غياب الملك حسين وبعد مغادرته. وزار الأمير عبدالله ولي العهد السابق الأمير حسن في منزله، وأعرب له عن الشكر والتقدير لجهوده خلال توليه المنصب في العقود الثلاثة الماضية. واستقبل ولي العهد الجديد الشيخ مستهيل بن احمد المعشري مبعوث السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي يزور الأردن حالياً للاطمئنان الى صحة الملك حسين. كذلك استقبل الأمير عبدالله رئيس وأعضاء الحكومة الأردنية ورئيس هيئة الاركان المشتركة المشير عبدالحفيظ الكعابنة ومدير الأمن العام الفريق نصوح محي الدين ومدير المخابرات العامة الفريق سميح البطيخي. وقالت مصادر مطلعة ان الضغط النفسي الذي تعرض له الملك حسين خلال اجراءات تنحية شقيقه الأمير حسن وتعيين نجله الأمير عبدالله ولياً للعهد، والتي تم الاعلان عنها بعد منتصف الليلة الماضية، ساهمت في انتكاسته الصحية المفاجئة. وكشفت المصادر ان الملك حسين الغى اول من امس ترتيبات لتسجيل خطاب تلفزيوني يشرح فيه موجبات التغيير في ولاية العهد وقرر بدلاً من ذلك بث الرسالة الملكية مقروءة من جانب المذيعين بسبب العارض الصحي المفاجئ. ووجه الملك حسين في رسالته تلك انتقادات شديدة للأمير حسن لم يسبق للملك ان وجهها علناً لأحد افراد العائلة المالكة. راجع ص7 وشملت الانتقادات اتهامه بمحاولة احداث تغييرات في القيادات العسكرية خلال غيابه عن البلاد، بما فيها محاولته عزل رئيس هيئة الاركان المشتركة المشير الركن عبدالحافظ مرعي الكعابنة، مشيراً الى خطورة السماح بتسييس الجيش وشرذمته. وقال العاهل الاردني انه اختلف ايضاً مع شقيقه الاصغر على ولاية العهد من بعده مشيراً الى ان الامير حسن رفض تسمية من يخلفه على العرش الا بعد تسلمه الملك. وكان الملك حسين تمنى على الامير حسن ان يختار احد ابنائه، اي ابناء الملك حسين، ليخلفه على العرش. وفاجأت الانتقادات الشديدة التي وجهها الملك حسين لولي العهد المعزول الاوساط الشعبية التي لم تكن على علم بأسباب ومبررات التغيير المفاجئ في ولاية العهد. وعلى رغم ان الامير حسن كان بعث برسالة اكد فيها انصياعه لأمر الملك في ما يخص ولاية العهد، قالت مصادر مطلعة ان الامير حسن لم يعلن في رسالته تنحيه عن ولاية العهد كما كان متوقعاً. وقالت مصادر مطلعة ان حصول نائب الملك وولي العهد الأمير عبدالله على صلاحيات العرش خلال غياب الملك عن البلاد بما فيها صلاحيات قبول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، يترك الباب مفتوحاً امام احتمال اقدامه في مرحلة لاحقة على اجراء تغيير حكومي كان متوقعاً ان يحصل في آذار مارس المقبل. وهنأت إدارة الرئيس بيل كلينتون أمس الأمير عبدالله على تسلمه منصبه الجديد كولي عهد في الأردن. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن الإدارة تتطلع إلى العمل معه في مهماته الجديدة، ووصفه بأنه "زعيم ذكي وقادر". واعتبر "ان مسألة الخلافة أمر داخلي أردني ومن مسؤولية الملك حسين". وأعلن ان "الأردن لعب دوراً مهماً في استقرار المنطقة، وهو حليف في عملية السلام، ونتوقع ان يستمر في ذلك".