رحبت بريطانيا وفرنسا أمس بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. ورأت لندن أنه "يظهر ان بغداد عزلت نفسها عن العالم العربي"، فيما أكدت باريس أن البيان الختامي للاجتماع "يبرز توافقاً مثيراً للاهتمام مع أفكارنا". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه أ ف ب، "لاحظنا بارتياح أن البيان الختامي يبرز توافقاً مثيراً للاهتمام مع أفكارنا، وخصوصاً الدعوة إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل بكاهلها على السكان العراقيين، وكذلك ضرورة إعادة بناء العلاقة الشاملة بين العراق والأمم المتحدة". وأضافت ان البيان "سيساهم في إحياء النقاش الدائر حالياً في مجلس الأمن بين العراق والأمم المتحدة". وفي القاهرة، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني ديريك فاتشيت ان البيان "يبدو لي حكيماً ومتسقاً تماماً مع المواقف التي اتخذت في مجلس الأمن". وأضاف ان البيان "برهن على أن ليس لدى العراق أصدقاء بين حكومات المنطقة". وقال فاتشيت، الذي بدأ جولة شرق أوسطية في القاهرة حيث التقى أمس الرئيس حسني مبارك، إن محادثاته تناولت عملية السلام والمسألة العراقية والأزمة الليبية - الغربية. وتحدث عن اتفاق الجانبين على ضرورة تخلي العراق عن أسلحة الدمار الشامل، اعتبرها السبب الرئيسي وراء تفجر المشكلات أمام الشعب العراقي. ونفى المسؤول البريطاني وجود نقاط سرية في معالجة قضية "لوكربي"، وحض ليبيا على الالتزام قرارات مجلس الأمن، في إشارة إلى القرار 1192 الذي أجاز محاكمة الليبيين المشتبه فيهما في لاهاي هولندا. وكان الرئيس مبارك التقى قبل اجتماعه مع فاتشيت أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي وزير الخارجية عمر المنتصر في حضور مندوبة ليبيا لدى الجامعة السفيرة سلمى راشد، واستمع إلى التطورات في قضية "لوكربي" في ضوء الجهود التي تقوم بها السعودية وجنوب افريقيا لاغلاق هذا الملف. ورداً على سؤال عن محادثاته في الدول العربية التي سيقوم بزيارتها، أوضح فاتشيت الذي يصل إلى الدوحة مساء اليوم، أنها تبحث في مواضيع ذات صيغة اقليمية من بينها تطورات الوضع في العراق، وقضية "لوكربي" وعملية السلام، وعلاقات أوروبا مع إيران، وعلاقات بريطانيا المتنامية مع طهران.