تمكن الرئيس بيل كلينتون مجدداً، بعد خطابه عن "حال الاتحاد" ليل الأربعاء امام الكونغرس، من كسب الرأي العام في مواجهة محاكمة دستورية قد تطيحه من البيت الأبيض. وبدا كلينتون رئاسياً اكثر من اي وقت سابق خصوصاً انه تحدث عن كل شيء يدور في بال المواطن العادي بتفاؤل ملحوظ بأن الولاياتالمتحدة في "حال جيدة" اكثر من اي وقت مضى في تاريخها. راجع ص6 واضطر النواب والشيوخ الجمهوريون الى "مسايرته" ليس حباً له بل حرصاً منهم على عدم ازعاج الناخب الاميركي العادي. ورغم ان مئة سيناتور كانوا قبل ساعات قليلة من الخطاب، يلعبون دور المحلفين في محاكمة لكلينتون لا مثيل لها منذ اكثر من 131 عاماً، فقد جلس هؤلاء مع اكثر من 400 نائب وأعضاء المحكمة العليا التسعة وكبار رجال الدولة مدنيين وعسكريين وأعضاء السلك الديبلوماسي في قاعة مجلس النواب يستمعون الى خطاب الرئيس الذي استغرق القاؤه ساعة و17 دقيقة. وبالطبع كان التصفيق من جانب الديموقراطيين حاراً وحاداً لكل موضوع تحدث عنه الرئيس كلينتون. وتفادى معظم الجمهوريين التصفيق لكلينتون الا في الحالات الاستثنائية عندما تحدث عن امور تهمهم او عن مسائل تهم الشعب الاميركي ككل، كالتعليم والضمان الاجتماعي وضرورة دعم القوات المسلحة. ولم يتطرق كلينتون في خطابه الى الفضيحة العاصفة بالبيت الأبيض وبالكونغرس في آن. وتبادل كلينتون ورئيس مجلس النواب الجديد النائب الجمهوري دنيس هاسثورت التحيات، رغم انه كان من الذين صوتوا اواخر الشهر الماضي الى جانب قرار اتهام الرئيس كلينتون بارتكاب جريمتي الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة. وما لم يقله كلينتون في خطابه الى الأمة ليل الثلثاء قاله محاميه تشارلز روف امام محكمة مجلس الشيوخ بعد الظهر: "ان وليم جيفرسون كلينتون غير مذنب في التهمتين الموجهتين اليه … فهو لم يكذب تحت القسم ولم يعرقل مجرى العدالة. ويجب ان لا يعزل من منصبه". وحمل على الادعاء العام الممثل بپ"المديرين" من اعضاء مجلس النواب وعددهم 13 عضواً، وفي مقدمهم رئيس اللجنة القضائية النائب هنري هايد - الذي غاب عن جلسة الخطاب - واتهمهم بأنهم اعتمدوا على الخيال اكثر من اعتمادهم على الوقائع والحقائق. وقال لهم "لا تمكن مقارنة محاكمة الرئيس الاميركي بمحاكمة القضاة. فالقضاة يعينون مدى الحياة ولا يمكن عزلهم الا بالمحاكمة الدستورية. والرئيس ينتخبه الشعب ولفترة محددة". وامس تابع مجلس الشيوخ المحاكمة واستمع لليوم الثاني على التوالي الى مرافعات الدفاع. ومثل الرئيس كلينتون هذه المرة مستشاره القانوني غريغوري كريغ الذي فتح النار على اتهامات الادعاء بأن كلينتون كذب تحت القسم اربع مرات، مفنداً الحجج القانونية التي استندت اليها هذه الاتهامات. وتبعته محامية البيت الابيض شيريل ميلز التي ردت على الاتهامات بعرقلة مجرى العدالة مؤكدة ان الرئيس كلينتون لم يطلب من سكرتيرته بيتي كوري استرجاع الهدايا التي سبق وقدمها لى مونيكا لوينسكي خلال علاقاتهما الجنسية.