لاحقت امس فضيحة "مونيكا غيت" والأزمة الدستورية التي تواجه البيت الأبيض، الرئيس بيل كلينتون من القدس الى غزة. وأعرب الرئيس الاميركي لدى لقائه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان المضي في اتهامه والعمل على محاكمته تمهيداً لعزله من جانب الكونغرس ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة والشعب الاميركي. وأبدى كلينتون استعداده مجدداً للتوصل مع القيادات الجمهورية الى حل وسط مكرراً رفضه الاعتراف بأنه كذب تحت القسم. وفي الوقت نفسه شنّ نائب الرئيس آل غور قبل ثلاثة ايام على تصويت مجلس النواب على قرار اتهام الرئيس بارتكاب اربع جرائم، حملة على زعماء الكونغرس الجمهوريين لمنعهم النواب من التصويت على مشروع قرار يوبخ الرئيس كلينتون وبالتالي عدم تمكينهم من التصويت حسب ضميرهم. وردّ غور على دعوات الجمهوريين، خصوصاً دعوة رئيس اللجنة القضائية هنري هايد الرئيس كلينتون الى الاستقالة بقوله: "بالطبع ان هذا الامر لن يحدث". ولاحظ غور، وهو الشخص الذي سيحل مكان كلينتون في البيت الأبيض اذا استقال او اقيل، ان الرئيس الاميركي ارتكب عملاً خاطئاً جداً وان هناك اتفاقاً لدى الجميع حول هذا الامر، لكنه اعتبر ان الشعب الاميركي وبأغلبية كبيرة عبّر عن رأيه، بصرف النظر عما اذا كان كلينتون مخطئاً ام لا "انه لا يريد محاكمته وعزله ويفضل توبيخه مع ما يعني ذلك من عقاب وتأنيب". وقال غور ان الشعب الاميركي "يعتبر التوبيخ حلاً ملائماً لهذه الحال". وأضاف ان ما قام به زعماء الكونغرس الجمهوريون هو منع اي نوع من التسوية "وبدلاً عن ذلك فانهم يهددون بوضع البلاد على طريق العذاب الطويل بشكل يتناقض مع رغبات الشعب الاميركي". وأعرب غور - وهي احدى المرات القليلة التي يتحدث فيها عن الموضوع - عن امله بأن تعيد قيادات الكونغرس مجلس النواب النظر في قرارها والسماح باعتماد الحل الوسط المقترح. وكانت اللجنة القضائية رفضت السبت الماضي اقتراحاً من النواب الديموقراطيين بالسماح لمجلس النواب بالتصويت على مشروع قرار توبيخ. واكتفت بقرارها التوصية بتوجيه الاتهامات الأربعة الى الرئيس كلينتون وهي: الكذب تحت القسم مرتان واساءة استعمال السلطة وعرقلة مجرى العدالة. وبدا واضحاً ان البيت الأبيض يسعى حالياً بانتظار عودة الرئيس كلينتون ليل غد الثلثاء الى اقناع النواب المترددين، بالتصويت ضد قرار الاتهام، وتعبئة الرأي العام للضغط على القيادات الجمهورية كي تقبل بادراج مشروع قرار توبيخ على جدول اعمال مجلس النواب الخميس المقبل. وقال الرئيس كلينتون في غزة امس: "لا اعتقد ان في مصلحة الولاياتالمتحدة والشعب الاميركي المضي في عملية الاتهام والمحاكمة في مجلس الشيوخ". وكرر انه خارج البلاد في غزة بهدف "تعزيز المصالح الاميركية ومحاولة اعادة عملية السلام الى مسارها"