فيما دعا تجمع المعارضة الرئيسي "اتحاد القوى الديموقراطية" مناضليه الى الاستعداد تحسباً لتعليمات جديدة، القت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في نواكشوط احتجاجاً على اعتقال زعيم المعارضة احمد ولد داداه وثلاثة من زملائه. وقالت السلطات انها ستقدم ولد داداه الى العدالة بتهمة تشويه سمعة البلاد، في اشارة الى حملة دعائية تشنها جبهة احزاب المعارضة ضد السلطة وتتخذ من علاقات الحكومة الموريتانية مع اسرائيل، وخصوصاً المزاعم بوجود اتفاق سري بين الطرفين، يسمح لاسرائيل بدفن نفاياتها النووية في صحراء المجابات الكبرى. ويعتقد مراقبون ان وراء الاعتقال ما هو اكبر من استغلال المعارضة لمشاعر الشعب الموريتاني الرافض للتطبيع مع اسرائيل. ويرى هؤلاء ان السلطات تشعر بالقلق من اللغة الجديدة والحادة التي تقول بها المعارضة علناً انها تعمل على اسقاط النظام بالقوة. وتزامنت دعوات المعارضة الى التغيير مع اخرى صدرت عن الرئيس السابق المختار ولد داداه وهو الاخ الاكبر لزعيم المعارضة. وقبل ايام قال حزب ولد داداه انه سيمنع بالقوة اجراء انتخابات بلدية مقررة الشهر المقبل تقاطعها المعارضة. ودعا الحزب القوات المسلحة الى ان تفهم "انها من الشعب والشعب منها". ردود الافعال على الاعتقالات الاخيرة تمثلت في تظاهرات صغيرة في مناطق متفرقة من العاصمة ألقت عليها الشرطة القنابل المسيلة للدموع. ويعتقد ان الجماعات الصغيرة التي نزلت الى الشارع متفرقة كانت تنوي الالتحام في مسيرة واحدة كبيرة. ودعا حزب ولد داداه في بيان وزعه امس مناضليه الى "التأهب والاستعداد لكل اشكال النضال الفعّال لمواجهة المستجدات" واعلن الحزب ان "مشوار التغيير قد بدأ".