هددت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بسحب مراقبيها من كوسوفو إذا استمرت المعارك بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان. في الوقت نفسه، أبلغ مدير المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو أنور ماليوكي "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا مساء أمس الاثنين ان المواجهات هدأت بشكل عام "إلا أن الوضع خطير وصعب جداً في انحاء الاقليم، خصوصاً في العاصمة بريشتينا وبلديات بودوييفو وميتروفيتسا في الشمال، وبيتش في الغرب، وبريزرين في الجنوب". وأضاف انه شوهدت صباح أمس الاثنين ارتال جديدة من دبابات الجيش اليوغوسلافي تتجه نحو المناطق التي هاجمتها القوات الصربية "ما يدل على أن مخططات العدوان الصربي على السكان الألبان لم تنته بعد". وأشار ماليوكي إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الألبان خلال الأيام الأربعة الماضية من القتال العنيف. لكنه أضاف ان "معرفة العدد بصورة كاملة يتطلب أياماً عدة بسبب اتساع المناطق التي شملتها الاشتباكات وصعوبة التحرك والمخاطر التي تواجه عمل المراقبين الدوليين وسوء الأحوال الجوية". وذكر الناطق باسم منظمة الأمن والتعاون الأوروبية دانكان يورغان أن "آلافاً من السكان الألبان والصرب نزحوا عن ديارهم في مناطق المواجهات". وكانت المعلومات صباح أمس أفادت ان الاشتباكات استمرت في قرى لابوشتيتسا وأوبرانتشا وفيليكيا ريكا في بلدية بودوييفو، فيما سمعت انفجارات في بريشتينا وتم تسجيل اطلاق نار كثيف في ضواحيها ووقع صدامات في مدينتي ميتروفيتسار وبيتش. وترافق ذلك مع قتال في مدينة بريزرين قرب المنطقة الحدودية المتاخمة لألبانيا، عندما "حاولت مجموعة ألبانية التسلل إلى كوسوفو"، حسبما أفادت مصادر الصرب. وأفاد المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا ان "16 ارهابياً قتلوا أثناء تصديهم لوحدات الشرطة الصربية التي تحركت لوقف اعتداءات عناصر من جيش تحرير كوسوفو على السكان الذين لا يؤيدون الارهاب". وأضاف انه تم تسليح الصرب وغيرهم من المعارضين للانفصاليين "لحماية أنفسهم من الارهابيين الألبان". من جهة أخرى، أفاد وزير الخارجية البولندي برونيسلاف غيريميك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية "أنه ستتم إعادة النظر في مهمة مراقبة وقف النار في اقليم كوسوفو في حال استمرار انتهاك القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو تعهداتهم ضبط النفس". إلى ذلك، قال رئيس بعثة المراقبة وليام ووكر "إن المخاطر تتزايد في كوسوفو ما يجعل ضرورة دراسة جميع الخيارات عن دور المراقبين". وأضاف ان أفراد بعثة المراقبة "تعرضوا إلى مخاطر جدية على حياتهم اثناء قيامهم بعمليات التحقق عن أسباب القتال في مناطق المواجهات". وذكرت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة أمس في بريشتينا أن "حكومة جمهورية كوسوفو في المنفى ستقطع تعاونها مع بعثة المراقبة الأوروبية، إذا لم تفلح في وقف عمليات القمع والارهاب الصربية ضد الشعب الألباني".