انهار وقف النار في اقليم كوسوفو امس الاربعاء عندما شنت القوات الصربية هجوماً واسعا في بلدية بودوييفو وغيرها من مناطق الشمال والذي ادى الى امتداد الاشتباكات الى انحاء اخرى من الاقليم. وأبلغ الرجل الثاني في الحركة الوطنية الألبانية فهمي اغاني "الحياة" في مكالمة هاتفية اجرتها معه في بريشتينا ان حكومة بلغراد "اجهضت بهذا الهجوم كل محاولات اقامة هدنة دائمة لأن الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش عازم على اكمال احراق ما تبقى من كوسوفو". وأضاف اغاني الذي يرأس وفد المفاوضات الألباني ان "هذا الهجوم المتعمد وضع نهاية لكل محاولات اقامة حوار بين الصرب والألبان والتوصل الى تسوية سلمية لأزمة كوسوفو". لكن الزعيم الالباني اعتبر ان الوضع لم يصل بعد الى درجة الخطورة الشاملة التي ترغم المراقبين الدوليين على الانسحاب "الا انهم سيجدون ان لا فائدة من استمرار بقائهم وهم غير مسلحين اذا استمرت العمليات العسكرية الصربية في التصاعد". واعتبر تحذيرات حلف شمال الاطلسي ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا الاخيرة الموجهة الى الطرفين الصربي والألباني "غير منصفة لأنها تساوي بين المعتدي والطرف الذي يدافع عن نفسه". وأعرب اغاني عن اعتقاده بأن هذه المساواة "ناتجة عن حملة دعائية مضللة تتولاها روسيا ودول اخرى حليفة للصرب". وأشار اغاني الى ان الصرب غير قادرين على تحقيق مآربهم باخضاع البان كوسوفو "لأن هجماتهم الاخيرة فشلت فشلاً ذريعاً ولم تتمكن من التوغل حيث ارادت وطرد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو من المواقع التي يسيطرون عليها". من جهة اخرى، بعث وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اشار فيها الى دلائل تؤكد على "صلات مباشرة بين ما يسمى بجيش تحرير كوسوفو والارهاب المنظم". ودعا الوزير اليوغوسلافي انان الى "ادانة الارهاب الالباني الذي شن 1854 هجوماً في كوسوفو ذهب ضحيتها 284 شرطياً ومدنياً مناهضاً للانفصاليين. وجُرح 556 واختطف 314 آخرون".