شن الجيش اليوغسلافي عملية واسعة النطاق امس السبت على معاقل المقاتلين الألبان شمال كوسوفو، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين. وتوجهت قافلة عسكرية من الدبابات والمصفحات الى جنوب الاقليم، فيما دعا حلف شمال الاطلسي والأمين العام للأمم المتحدة الى تحرك دولي سريع لوقف تدهور الأوضاع. وخيم توتر شديد على العاصمة بريشتينا اثر انتشار القوات الصربية في منطقتين سكنيتين في المدينة في احداهما مبنى المركز الاعلامي الاميركي. وقال ناطق باسم الجيش اليوغوسلافي ان قواته "مصممة على وضع حد لعمليات القتل والخطف التي تنفذها الجماعات الارهابية الألبانية". واضاف "ان القوات العسكرية تحركت اثر انتهاء المهلة التي اعطيت الى الانفصاليين لاطلاق سراح الجنود الثمانية المحتجزين لديهم". وأفاد الناطق باسم منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في كوسوفو ساندي بليك ان مسؤولين من بعثة المراقبة الدولية "يواصلون التفاوض مع الطرفين الصربي والألباني على رغم اخفاقهم في وقف الاعمال العسكرية". وأبلغ مدير المركز الاعلامي الألباني انور ماليوكي "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا ان "الهجوم الصربي تركز في منطقتي بودوييفو شمال شرقي الاقليم وميتروفيتسا في شماله الغربي وتشترك فيه حوالى 100 دبابة ومدرعة". واعتبر المسؤول الألباني ان الصرب اتخذوا قضية الأسرى ذريعة لشن هجوم مبيت "لأن الافراج عن الرهائن لا يتم بالمعارك وانما بالمفاوضات التي لا تزال مستمرة من خلال المراقبين الدوليين". وأشار الى ان العمليات العسكرية الصربية ادت الى نزوح آلاف السكان في مناطق الاشتباكات عن ديارهم "بسبب القصف الصربي العشوائي على عشرات القرى شمال الاقليم". وكان جيش تحرير كوسوفو قتل اول من امس الجمعة 3 من الشرطة الصربية جنوب الاقليم وخطف 8 جنود من الجيش اليوغوسلافي كانوا ضمن قافلة تموينية في شماله. واعترفت اذاعة "كوسوفو الحرة" التي يديرها المقاتلون الالبان من مكان سري في الاقليم ان جيش التحرير نفذ العمليتين "لأسباب دفاعية" وأشارت الى استعداد قيادة الجيش "للتفاوض في شأن الافراج عن الرهائن". وذكرت مصادر صربية ان اشتباكات وقعت أمس وأول من أمس الجمعة في مناطق كوسوفو القريبة من الحدود مع البانيا "بسبب محاولات تسلل الارهابيين ونقل الاسلحة الى الانفصاليين". ودان السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا اندلاع المواجهات في كوسوفو. وأشار الى ان المجتمع الدولي "يعد مبادرة جديدة لحل الازمة في الاقليم". وفي نيويورك استمع مجلس الأمن الى تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اكد فيه "ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف العنف الذي يتصاعد بسرعة في كوسوفو"