سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شمس الدين يدعو الى الإنخراط في مشروع الدولة وعون ينتقد سياسة "الإلهاء". لبنان : لحود يعلن استمرار الإصلاح إداريا وسياسيا ومصادر بري تنقل عن دمشق تأييدها الإجراءات
كشف الرئيس اللبناني أميل لحود ان عملية الاصلاح "تسير على خطين: اداري مستمر بالوتيرة نفسها التي بدأ بها مجلس الوزراء، وسياسي من خلال الشروع في وضع قانون عادل ومتوازن للانتخابات النيابية". وفي غمرة الحملة على الاجراءات الحكومية الادارية الاخيرة، ، نقلت أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأييد القيادة السورية لهذه التدابير، في حين أعلن رئيس الحكومة سليم الحص "ان لا خوف على لبنان بوجود اللبناني". فكلام لحود نقله عنه النائب بطرس حرب الذي خرج بانطباع ان الخطوات الاصلاحية الادارية مستمرة ولم تنته، ولن تنتهي قبل اخراج كل من لم يعد ملائماً في موقعه، لاسباب تأديبية أو مسلكية أو اخلاقية، أو لعدم الملاءمة أو في اطار المناقلات بين المديريات فلا يعود اي موظف يشعر انه مالك مركزه ويروح يتحكم برقاب الناس ومصالحهم، بل يحس انه في خدمة الجميع. وأضاف لحود، بحسب حرب "ان مسيرة بناء دولة المؤسسات والقانون ثابتة وسيجتمع مجلس الوزراء قريباً جداً في مقره الخاص للتدليل الى ثبات هذه المسيرة، وانه ملتزم احكام الدستور، وان حضوره الجلسات مرتبط بمدى اعتباره اياه ضرورياً في اتخاذ القرارات، وان ممارسة جميع اعضاء السلطات صلاحياتهم واحترامهم احكام الدستور والقوانين يؤدي حتماً الى ضبط الحياة السياسية وتنظيمها، من دون الاعتداء على صلاحيات الغير". ونقل حرب عن لحود "حرصه على الا يتمادى احد في ممارسة صلاحياته على حساب الآخر"، واعتباره ان الهم الاقتصادي في طليعة مواضيع البحث للحكومة". وكان لحود اجتمع مع السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي التقى لاحقاً رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وأكد ان بلاده تعمل للجم التصعيد في الجنوب. ونقلت أمس مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه ارتياحه إلى اللقاء الذي جمعه والعقيد الركن الدكتور بشار الأسد غروب أول من أمس إلى مائدة رئيس جهاز الأمن والإستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان في شتورا في حضور قيادات عسكرية سورية. وأبلغت المصادر "الحياة" أن بري وصف الأجواء بأنها إيجابية وأن هناك توافقاً على وجوب تهدئة الجو الداخلي وعدم الإفساح في المجال أمام إسرائيل للإفادة من أي ثغرة داخلية، خصوصاً في ظل ما يدور داخلها من تعقيدات مع اقتراب موعد الإنتخابات التي قد تدفع برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى القيام بمغامرة عسكرية ضد جنوبلبنان. ولفتت إلى الارتياح السوري إلى الخطوات الإصلاحية الجريئة التي بدأها مجلس الوزراء اللبناني إذ أن المسؤولين السوريين كانوا يتمنون لو أنها حصلت سابقاً، مؤكدة دعمهم للحود ولحكومة الحص. وأكد الرئىس الحص أن "لا خوف على لبنان بوجود اللبناني بعدما طويت صفحة المحنة الدامية إلى غير رجعة وعادت رايات السلام الأهلي ترفرف فوق الربوع اللبنانية وعادت العافية إلى العيش المشترك واستعادت الحياة دورتها الطبيعية". وفي إفطار أقامه الدكتور محمود كريدية شدد الحص على "ان بيروت غنية بأبنائها الذين يتمتعون بكفايات عالية جداً في مجالات العلوم كلها وينشطون في حركة دائمة هدفها الإرتقاء بعاصمتهم إلى آفاق التألق والتميز الدائمين، إنها الميزان في لبنان فان استقامت أحوالها استقامت الحياة فيه وإن اختلّت موازينها اختلّت فيه سائر الموازين". وتحدث عن توجهات الحكومة لجهة العمل على "ترشيد الخدمات الصحية المبعثرة بين مراجع مختلفة وتفعيل المستشفيات الحكومية في مختلف المناطق وتعميم المستوصفات الحكومية وإنجاز مستشفى بيروت الحكومي وتنشيط مكتب الدواء، وإيجاد حل للمبالغ المستحقة للمستشفيات"، مؤكداً الحاجة إلى "تعاون الجسم الطبي لتحقيق الأهداف". وكان الحص التقى النائب اسماعيل سكرية الذي اعتبر أن الإصلاح الإداري "يجب أن يطاول جميع الفاسدين والمفسدين"، داعياً الحكومة إلى معالجة ملف الدواء. وناشد وفد اتحاد نقابات مستخدمي المصارف برئاسة جورج حاج رئىس الحكومة معالجة غلاء المعيشة وشؤون الضمان. وأيّد رئىس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأحباش الشيخ حسام قراقيره، بعد لقاء الحص، خطوات العهد والأداء الحكومي، مستغرباً "كيف يعترف البعض بوجود فساد كبير في الإدارة ولم يقدم على إزالته في عهده؟". وهنأ الحص اللبنانيين بعيد الفطر، متمنياً "أن يعيده الله عليهم وقد نعم لبنان بالإستقرار والأزدهار وتحرر الجنوب والبقاع الغربي من الإحتلال الإسرائيلي"، على أن يستقبل المهنئين في السرايا الكبيرة أول أيام العيد وثانيها. وفي المواقف، كرر رئىس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، في خطبة الجمعة أمس، دعم العهد "على قاعدة المبادئ والشعارات التي في أساسها الثوابت اللبنانية الميثاقية، والتي يتفرد بها بين دول العالم كله، ولا تخضع للمساومة ولا لموضوع قلة وكثرة". وأضاف "ان ما اعلن في خطاب القسم وما وعدت به الدولة حكماً وحكومة من نهج إصلاحي يهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية واندماج الجميع في مشروع الدولة". وطالب الجميع "بأن يندمجوا في هذا المشروع وألاّ يبقى أحد خارجه إلاّ الذين وضعوا أنفسهم بسلوكهم خارجه، وهذا ما نأمل بأن يتحقق". وانتقد مصدر في الحزب التقدمي الإشتراكي ما وصفه ب"تناسي وزير الدولة لشؤون المهجّرين أنور الخليل ان مشروعه لعودة المهجّرين كان سبق أن أعدّه المدير العام السابق للوزارة هشام ناصرالدين، الذي أقصي لأسباب سياسية معروفة". وسأل عن "التناقض الحكومي بين قرار إقصاء المدير وقرار تبني برنامجه في وقت واحد". ودعا رئيس الإتحاد العمالي العام الياس أبو رزق إلى "فتح كل الملفات ومحاكمة المتجاوزين الذين أهدروا أموال الشعب". ووصف العماد ميشال عون، في النشرة الاسبوعية الصادرة عن تياره عبر ال"إنترنت"، الإجراءات الادارية الاخيرة بأنها "الهاء لينسى اللبنانيون المآسي التي تظلل وجودهم بسبب الاحتلال السوري وحرمانهم حقوقهم الطبيعية والانسانية". واعتبر ان "الاذى اللاحق بلبنان هو من فساد الوضع الوطني والسياسي المفروض سورياً وفساد الادارة جزء منه وليس العكس، واحالة الموظفين على الاستيداع او التقاعد او المحاكمة لا يصحح وضعاً كانت اعمالهم نتيجة له لا السبب في وجوده". ورأى ان "الحكم اللبناني الذي التزم اتفاقات مع سورية اهدرت موارده وحرمت عليه حماية نفسه من المنافسة غير المشروعة وفرضت عليه عزلة دولية سدت في وجهه وسائل التمويل السليم للاعمار والتنمية، لا يمكنه الخروج من الازمة وسيبقى اسيراً بفعل اختياره، فيتبع المسار الانحداري الذي لا نعرف اين ومتى وكيف سينتهي". وقال ان "الوضع لن يصطلح الا بإعادة الملف اللبناني الى اهله، لا بنقله من يد سورية الى اخرى سورية". ودعا حزب الاحرار الى مواكبة اعفاء بعض الموظفين بإجراءات لتفعيل الادارة منها تأهيل الموظفين وتكريس مبدأ الثواب والعقاب. وطالب بتوضيح إجراء الامن العام الاخير في شأن الفلسطينيين، مشيراً الى قلق اللبنانيين الدائم من التوطين.