اعرب رئيس المجلس النيابي نبيه بري امس عن اعتقاده ان رئيس جمهورية جديداً سينتخب في لبنان. ورأى ان لقائد الجيش العماد اميل لحود "حظوظاً كبيرة" في الوصول الى سدة الرئاسة. هذان الموقفان اعلنهما بري قبل اربعة ايام من بدء مهلة الشهرين الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئىس الحالي الياس الهراوي الذي تنتهي ولايته في 24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. اما مناسبة اطلاقهما فمؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي الذي اقام على شرفه مأدبة غداء في بلدته بقاعصفرين شمال لبنان شارك فيها وزراء ونواب وشخصيات. وقال بري "ان رئيساً جديداً سينتخب، اعتقد ذلك. وسيتم الانتخاب ضمن المهلة الدستورية، لكن امر تحديد الدعوة اليه لم يختمر لدي بعد". وعن تعديل المادة ال49 من الدستور التي تتيح انتخاب موظفي الفئة الاولى ولو لم يستقيلوا من مناصبهم قبل سنتين من موعد الاستحقاق، قال "ان هذا الأمر يأتي أوانه"، ونفى ان يكون تم اتفاق بينه وبين رئيسي الجمهورية والحكومة رفيق الحريري على اعداد مشروع قانون لتعديلها، معلناً انه "مع إلغائها نهائياً". وأضاف "ان حظوظ العماد لحود كبيرة"، رافضاً، وهو يمازح الصحافيين، الافصاح عن "كلمة السر" التي قيل انه تلقاها خلال اجتماعه مع الرئيس السوري حافظ الاسد الاسبوع الماضي في دمشق. وكشف انه لمس من الرئيس الاسد "حرصه الشديد على التوافق بين اللبنانيين"، معتبراً ان "لا فرق بين المعطى اللبناني والمعطى السوري في شأن انتخابات الرئاسة". وأضاف "لا بد من التغيير ليس فقط في شخصيات معينة، بل وفي كل المنهجية، ويجب ان ترسى فعلاً دولة المؤسسات، اذ لا يمكن ان تقوم العدالة ويستقر الوضع في لبنان إلا بالعودة الى المؤسسات، لا الى الاشخاص او الى هيمنات معينة". وأكد "ان لبنان لا يحكم الا بالتوافق والوفاق". وأكد "ان المشاورات التي ستجريها رئاسة المجلس في شأن الاستحقاق ضرورية في حال كان المطلوب اجراء تعديل دستوري". ونفى ان يكون مؤتمر "حركة أمل" تطرق الى الاوضاع الاقتصادية، مشيراً الى "ان عدم تحمل لبنان الاوضاع الاقتصادية التي يمر فيها أمر يمكن ان يقال في مؤتمر الحركة وخارجه". واعتبر "ان اهمية الاستحقاق الرئاسي تكمن في تحصين لبنان في وجه الاستحقاقات الاقليمية والدولية". كرامي ودعا بري كرامي، المُقاطع جلسات المجلس النيابي منذ انتخابات العام 1996، الى المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فعلّق كرامي على الدعوة بانه يقاطع جلسات المجلس "لأسباب مبدئية" لكنه مستعد "لكسر هذا القرار اذا كان صوته يرجح الخيار الذي يؤيده بري". واعتبر كرامي "ان العماد لحود هو المرشح الابرز"، لكنه وافق بري على "ان حسم المواقف لم ينتهِ بعد في انتظار المزيد من المشاورات". وأضاف "ان من الظلم تحميل الرئيس الجديد كمية من التفاؤل اكثر مما يحتمل. نعرف ان الشعب اللبناني ضاق ذرعاً بكل الممارسات التي أدت الى اوضاع شاذة على صعد الإدارة والاقتصاد والمال والوضع الاجتماعي، وهو يرى املاً في ان يصل الى سدة الرئاسة رئىس قوي ووطني يستطيع وضع حد لكل هذه الممارسات ويؤمّن للمؤسسات دورها الفاعل". وتمنى "ان يوصل المجلس النيابي رئيساً من هذا النوع". وفي المواقف، قال وزير الصحة سليمان فرنجية امس "انا مع اي اجراء يوصل العماد لحود الى الرئاسة. لنا صديق هو الوزير جان عبيد، فاذا كانت الظروف لمصلحته نحن معه، واذا كانت مع العماد لحود، تكون امنيتنا تحققت، وعندها سيكون الوزير عبيد معه". وعن الآمال المعلقة على العماد لحود واحتمال ان يلاقي ما لاقاه الرئىس الحريري، اجاب "اذا نظرنا الى حكم الرئيس الحريري وجدنا الكثير من الانجازات. وأنا شخصياً كنت ضده، لكنني لا يمكنني القول ان لا انجازات في عهده. والعماد لحود سيتعرض، كما كل انسان، لدى الممارسة، للضغوط. ولكن ما يمكن ان يقوم به العماد لحود لن يقوم به اي شخص آخر". واعتبر وزير النقل عمر مسقاوي ان التمديد للرئىس الهراوي او انتخاب العماد لحود "كفّتان في ميزان واحد". ورأى رئىس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الذي زار مدينة بشري والتقى مجلس بلديتها برئاسة نديم شويري وعدداً من فاعلياتها، ان "طموحات اللبنانيين لن تتحقق اذا استمررنا على هذا المنوال من طرح هذه الاسماء المتداولة للرئاسة". وأعلنت الرابطة المارونية التي عقدت جمعية عمومية امس التزامها كل المواصفات التي اعلنها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير للرئىس المقبل في كل عظاته. واعتبرتها "حسنات خلقية يجب ان تتعزز بدولة القانون". وطالبت "بأن يكون الرئيس العتيد رجل حوار وفكر، وحريصاً على صحة التوازن في الحياة العامة، ويحمل منهجاً لانقاذ لبنان من ازمته المالية والاقتصادية الخطيرة التي ستجرّ البلاد الى ازمات معيشية وسياسية اشد خطورة". وذكّرت بوظيفة الرئىس الدستورية وهي "انه رئيس الدولة ورمز وحدتها"، ولاحظت "ان مثل هذه الوظيفة لا تستقيم في غياب المصالحات الكبرى، ولا في حال انزواء فئات من اللبنانيين عن الدولة، ولا مع واقع اقصاء فئات وقيادات عن الوطن والدولة". وتمنت "ان يتحقق في عهد الرئىس العتيد تحرير الجنوب والبقاع الغربي وبسط سلطة الدولة عبر قواها الذاتية على كل الارض اللبنانية وتحقيق عودة المهجّرين"، رافضة مرسوم التجنّس الاخير، وداعية الى محاربة مشاريع التوطين.