كشفت الاستخبارات الروسية تفاصيل عن خطة اميركية لإطاحة الرئيس صدام حسين في اطار عملية "ثعلب الصحراء"، وذكرت ان بغداد "استبقت" الاحداث بإعدام عدد من الجنرالات المتعاونين مع واشنطن، فيما ذكر المندوب الروسي في الأممالمتحدة سيرغي لافروف ان مجلس الامن اصبح "رهينة" لريتشارد بتلر وطالب بإقصائه. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر في المخابرات الروسية ان الهدف الرئيسي للعمليات الاميركية - البريطانية كان يتمثل في اطاحة النظام العراقي. وذكرت ان خطة اسقاطه جرى اعدادها منذ امد طويل بالتعاون مع عدد من موظفي لجنة "اونسكوم" المرتبطين بالاستخبارات الاميركية. وبموجب المعلومات الروسية فان السيناريو كان ينص على تحرك قادة احد فيالق الجيش العراقي ضد الرئيس صدام حسين على ان تنضم اليهم مجموعات تعدادها الاجمالي 20 الف مسلح من مختلف المحافظات ومن المقاطعات الكردية. وكان من المقرر ان يبدأ القصف الاميركي - البريطاني لبغداد بعد تحرك الفيلق، لكن الرئيس العراقي "استبق الاحداث" وقام بتصفية الجنرالات المعارضين، مما ادى الى اخفاق عملية "ثعلب الصحراء" في تحقيق هدفها الاساسي. وترى المخابرات الروسية ان فاعلية الضربات الاميركية كانت منخفضة وان من بين 415 صاروخاً اطلقت على العراق لم تتجاوز نسبة اصابة الاهداف 37 في المئة. على صعيد آخر، ذكر سيرغي لافروف ان كثيرين من اعضاء مجلس الامن يرون ان بقاء بتلر في منصبه "مرفوض". وذكر في حديث الى وكالة "ايتار تاس" ان المجلس لا يمكن ان يبقى "رهينة" لرئيس "اونسكوم" حتى انتهاء تفويضه في حزيران يونيو المقبل. واضاف ان البحث يجري حالياً عن مخرج من الطريق المسدود الذي ادى اليه "العدوان" الاميركي - البريطاني على العراق. وفي هذا السياق اشار الى ان الاقتراحات الفرنسية "نافعة ومهمة" لكنه قال ان قبولها يقتضي عملاً دؤوباً لتحديد التفاصيل، وشدد على ان طرحها لا يعني استبعاد "اقتراحات اخرى" لم يحددها. وفي موسكو اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية فلاديمير رحمانين ان الوقت حان لنقل ملفات التسلح العراقية الى نظام الرقابة الدائمة ورفع الحظر عن تصدير النفط. ودعا رحمانين الى تسوية شاملة في الخليج يكون من اهم عناصرها احترام سيادة وحرية اراضي دول المنطقة. وقال ان موسكو تعتبر اعتراف العراق بوحدة اراضي الكويت وحدودها "واحداً من احجار الزاوية".