بغداد، لندن، بكين - أ ف ب، رويترز - دافع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي يواجه اتهامات بأنه اتخذ قرار ضرب العراق لتأجيل تصويت مجلس النواب الأميركي على اجراءات لعزله. وأكد ان هناك هدفين لعملية "ثعلب الصحراء" التي تشارك فيها القوات الأميركية والبريطانية، واصفاً الرئيس صدام حسين بأنه "كاذب". وجددت الصين دعوتها إلى وقف قصف العراق فوراً، معتبرة ان هناك فرصاً ضئيلة لنجاح أي خطة لإطاحة صدام. ورفض بلير أمس أي إشارة إلى أن الأزمة الداخلية التي يواجهها الرئيس بيل كلينتون وراء ضرب العراق، ورأى أن الأهداف العسكرية للضربات الأميركية والبريطانية يمكن تحقيقها. ودافع أيضاً عن ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم، وقال إن مفتشي اللجنة "تعرضوا في شكل مستمر لمضايقات وتهديدات وتضليل وكذب". ونسبت صحيفة "ميرور" إلى بلير قوله ان تقرير بتلر عن عدم تعاون العراق مع اللجنة كان وراء القرار السريع ببدء العمليات العسكرية. وأضاف: "كان أمامنا خيار قاس، ولكن واضح جداً. وأرفض الاشارة إلى أن التوقيت تأثر بأي شكل بالأحداث السياسية في واشنطن. حددنا لقواتنا أهدافاً عسكرية واضحة، وأنا واثق بإمكان تحقيقها". وكرر ان هناك هدفين لعملية "ثعلب الصحراء" هما "الحد من قدرة صدام حسين على بناء أسلحة الدمار الشامل واستخدامها بما في ذلك نظم القيادة والتحكم والاطلاق، والحد من التهديد الذي يشكله لجيرانه باضعاف قدرته العسكرية". وخلال مؤتمر صحافي عقده ليل الجمعة في مقر اقامته في لندن، قدم بلير أوضح إشارة إلى أنه وكلينتون يأملان باسقاط الرئيس صدام حسين الذي وصفه بأنه "كاذب سيستمر في تشكيل تهديد ما دام في السلطة". وعلى رغم إدانة روسياوالصين بشدة ضرب العراق، قال رئيس الوزراء البريطاني إن رد الفعل الدولي شجعه و"هناك قدر كبير من التأييد والتفهم". ودعا سفير الصين في بغداد زهانغ وي جيو امس إلى الوقف الفوري لعمليات القصف الأميركي - البريطاني، وإلى حل ديبلوماسي للأزمة. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "الجمهورية" العراقية الرسمية إن "على واشنطنولندن وقف الأعمال العسكرية فوراً واللجوء إلى الأساليب الديبلوماسية لحل أي خلاف". وأضاف زهانغ، الذي تسلم عمله قبل شهرين، ان التقرير الذي قدمه بتلر "لا يقدم الحجة الكافية للقيام بمثل هذا العدوان". وكانت الصين دانت بشدة ضرب العراق، ودعا الرئيس جيانغ زيمين نظيره الأميركي بيل كلينتون إلى وقف الغارات فوراً. لكن بكين لم تقرر استدعاء سفيريها من واشنطنولندن كما فعلت موسكو. في بكين، نقلت "وكالة أنباء الصين الجديدة" عن خبراء عسكريين صينيين تحذيرهم من أن الضربات الأميركية - البريطانية لن تحقق هدفها. واعتبرت الوكالة ان عملية "ثعلب الصحراء تتعارض مع مبادئ القانون الدولي ولن تحقق هدفها". ورأى الخبراء الصينيون الذين قارنوا القوات التي انتشرت ضد العراق خلال حرب الخليج مع القوات التي نشرتها لندنوواشنطن منذ الأربعاء الماضي، ان "المعارك ستكون قصيرة الأمد" وأقل فاعلية ولن يكون لها تأثير المفاجأة. إلى ذلك، جدد بتلر رفضه الاستقالة استجابة لدعوات روسية. وقال للصحافيين في نيويورك إنه لم يكتب تقريراً سلبياً في تقويم مدى تعاون العراق مع "أونسكوم" ليبرر لواشنطن ضرب العراق. ودافع بيتر بيرلي، القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة، عن بتلر وتقريره، رافضاً استقالته. وقال: "نعتقد انه رئيس تنفيذي للجنة مهني كفء وفي وضع استثنائي". في الوقت ذاته، استبعد سفير العراق لدى الأممالمتحدة نزار حمدون احتمال عودة فرق التفتيش إلى بلاده إذا لم يبدأ تحرك باتجاه رفع الحظر الدولي. ورأى أن المسألة سابقة لأوانها فيما تتعرض مناطق عراقية للقصف، وانتقد موقف فرنسا التي حملت الرئيس صدام حسين مسؤولية الضربات الأميركية - البريطانية