أثار عرض مسلسل "رد قلبي"، الذي لعبت دور البطولة فيه نرمين الفقي ومحمد رياض ودينا واحمد السقا، واخرجه احمد توفيق، جدلاً واسعاً في شأن مستواه الفني، واحدث مقارنة بينه وبين الفيلم - كلاهما عن رواية حملت الاسم نفسه للاديب الراحل يوسف السباعي - انتج قبل 40 عاماً ولعب بطولته شكري سرحان وحسين رياض ومريم فخرالدين وهند رستم وفردوس محمد واحمد مظهر واخرجه عزالدين ذو الفقار. هنا مواجهة بين "انجي" الخمسينات مريم فخرالدين و"انجي" التسعينات نرمين الفقي. انتهزت الفنانة مريم فخرالدين فرصة عرض مسلسل "رد قلبي" وما واجهه من نقد وهجوم، وبدأت في شرح الاخطاء التي وقع فيها، ويبدو انها لم تكن الوحيدة التي فتحت النار على المسلسل وابطاله بل شاركتها الحملة هند رستم التي سبق ان جسدت دور الراقصة كريمة في الفيلم. واستعرض بعضهم المقارنات بين نرمين الفقي بطلة المسلسل التي تلعب دور انجي ومريم فخرالدين التي قدمت الدور نفسه، وبين أسلوب عزالدين ذي الفقار في تناوله قصة يوسف السباعي في فيلمه "رد قلبي" وأحمد توفيق والسيناريست مصطفى محرم. كل المقارنات كانت لمصلحة الفيلم، ولمصلحة مريم فخرالدين وعزالدين ذي الفقار. والمثير ان مريم فخرالدين كانت تضع يدها على أخطاء المسلسل وتأخذ رأي هند رستم فيها. أهم الاخطاء التي تكشفها مريم فخرالدين: "البرانيط" التي تضعها نرمين الفقي انجي، وزيزي البدراوي على رأسيهما، تقول ان هذه الفترة لم يكن فيها "برانيط" والسبب هو ان هذه القبعات كانت تستورد من باريس والمانيا وبعض دول أوروبا الاخرى، وفي هذه الفترة بالذات كانت كل دول اوروبا تعيش أزمة الحرب العالمية ومنع ارتداء القبعات، وتصديرها أو تصنيعها لانشغال هذه الدول بتصنيع الأسلحة، ولم تعد الأزياء او الاكسسوارات تشغل بال أحد!. وتضيف مريم فخرالدين ما فائدة التطويل والسرد في تفاصيل ليست من صميم القصة، ولا أعرف ما السر في الافراط في المشاهد الرومانسية التي اشعر انها مقحمة، ولا تضيف الى الاحداث جديداً. فما قدمه المسلسل في 15 حلقة قدمه الفيلم في الدقائق العشر الاولى فقط!. اما دور انجي فأنا اقولها، بكل ثقة، لا توجد حاليا من ممثلات هذا الجيل من تستطيع لعب هذا الدور، فهو يحتاج الى ممثلة بمواصفاتي ومن دون غرور. قرأت الرواية اكثر من مرة، وكنت قارئة جيدة للفترات التي تناولتها القصة، وما كانت عليه مصر والدول الاجنبية. فالقصة تدور احداثها بعد سنة 38 والقبعات منع استيرادها من اوروبا، بعد هذا العام، ولم تكن تصنع في مصر، ووالدتي كانت ترتدي هذه القبعات لانها اجنبية!. وتتساءل فخرالدين هل يمكن مقارنة اي ممثل ممن في هذا المسلسل بشكري سرحان او احمد مظهر ولا يمكن ان يصل اي مشهد من مشاهده الى حرفية عزالدين ذي الفقار. وللعلم عزالدين ذو الفقار اختارني لدور انجي بعد فترة طويلة من البحث عن فنانة تصلح لهذا الدور، وكان متزوجاً من فاتن حمامة ولم يسند اليها الدور لأنه كان في حاجة الى ممثلة بمواصفات "ملوكية". وتؤكد انها ليست ضد المسلسل لكنها ضد أي محاولة لتشويه الاعمال الفنية خصوصاً الكلاسيكيات التي يحفظها المشاهدون، ولن يقتنعوا بأي محاولات اخرى لتقليدها. وهي أشبه - على حد قولها - بالاثار الفرعونية ومن الصعب ان يقوم أي نحات بنحت تماثيل شبيهة بها.