بغداد - أ ف ب - اكدت بغداد أمس الاحد ان التجسس الاميركي على العراق اوسع مما تذكره تسريبات الصحافة الاميركية وان الهدف من هذه التسريبات هو تبرئة اللجنة الخاصة لنزع الاسلحة المحظورة اونسكوم التي يتهمها العراق بممارسة نشاطات تجسسية لصالح الولاياتالمتحدة. وأكد المفتش السابق في "اونسكوم" سكوت ريتر أمس ان رئيس هذه اللجنة ريتشارد بتلر أمره بوضع جهاز تنصت على الحكومة العراقية. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن متحدث رسمي باسم وزارة الاعلام والثقافة العراقية قوله "ان الحكومة الاميركية لجأت بعد ان افتضح ما كانت تقوم به في العراق من دور تجسس تخريبي تحت غطاء اللجنة الخاصة الى الكشف عن احدى عمليات التجسس هذه في محاولة لحصرها وتضييق نطاقها بمهمة واحدة وجاسوس واحد". وكان الناطق العراقي يعلق بذلك على ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة الماضي من ان الولاياتالمتحدة استخدمت فريق المفتشين الدوليين حول نزع الاسلحة العراقية اونسكوم لارسال جاسوس اميركي الى بغداد في آذار مارس الماضي لنصب جهاز تنصت بالغ التعقيد اتاح للولايات المتحدة ول "نخبة مختارة" من "اونسكوم"التنصت على الاتصالات بين الجيش العراقي وضباط الاستخبارات في بغداد. واضاف الناطق العراقي ان هذه التسريبات تتم بايعاز من الحكومة الاميركية التي "ترمي من وراء تسريب هذا الخبر للصحيفة المذكورة الى تبرئة جواسيسها الذين يديرون اللجنة الخاصة بمقراتها وفعالياتها القيادية، ويشكلون غالبية مفتشيها من خلال حصر هذا الدور التجسسي المخزي بعنصر واحد". واكد الناطق الرسمي العراقي "ان العراق لن يقبل ابداً استباحة أمنه ومصالح شعبه الحيوية". وتابع ان العراق "يعتبر ان اللجنة الخاصة قد حفرت قبرها بنفسها منذ فترة طويلة وان العدوان الاميركي - البريطاني - الصهيوني على العراق كان اخر مسمار في نعش هذه اللجنة التجسسية التخريبية"، وذلك في اشارة الى عملية "ثعلب الصحراء" التي شنتها القوات الاميركية والبريطانية ضد العراق في منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي. وكان العراق قد اعلن بعد هذه العملية ان اللجنة الخاصة "ماتت" و"اصبحت من الماضي". وكانت صحف أميركية، من بينها "واشنطن بوست" نشرت الاسبوع الماضي تقارير عن تجسس الولاياتالمتحدة على العراق من خلال تكنولوجيا واجهزة رصد واتصالات يستخدمها المفتشون الدوليون في العراق. وأفادت صحيفة "شيكاغو تريبيون" في عددها الذي وزع أمس الاحد ان سكوت ريتر المفتش الاميركي السابق في "اونسكوم" اكد ان رئيس اللجنة ريتشارد بتلر طلب منه وضع جهاز تنصت اميركي يسمح لواشنطن بالتنصت على الحكومة العراقية. وقال ريتر في مقابلة مع الصحيفة ان بتلر اعطاه الامر في تموز يوليو الماضي. واشار ريتر الذي استقال من منصبه في آب اغسطس الماضي ودان سياسة الولاياتالمتحدة في العراق، الى ان الجهاز على هيئة خزنة وكان موجودا في مكتبه في بغداد. واضاف ان الحكومة الاميركية كانت تسيطر سيطرة تامة على الجهاز الذي يتيح لها التنصت على احاديث المسؤولين العراقيين. وقد استخدم الجهاز من تموز يوليو حتى كانون الاول ديسمبر الماضي عندما اخذه مفتشو الاممالمتحدة معهم لدى مغادرتهم العراق. واعلن ريتر: "لقد اتاح بتلر للولايات المتحدة السيطرة" على سير العمليات. واوضح للصحيفة: "لقد رفعت مذكرة له احتجاجا على ذلك وكان رده بانه يحترم اعتراضي لكن الولاياتالمتحدة اكدت له انها لن تستخدم هذه المعلومات لاغراض مسيئة". واضاف: "لكن بالطبع ما حصل هو العكس". واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين لم تحدد هويتهم ان الهدف من الجهاز الموضوع في مكتب ريتر كان مراقبة عمل وحدات الحرس الجمهوري الخاصة المكلفة حماية الرئيس العراقي صدام حسين اضافة الى التسلح العراقي. وافاد المسؤولون ان المعلومات كانت تنقل بواسطة الاقمار الاصطناعية الى وكالة الامن القومي في ميريلاند في الولاياتالمتحدة، لكنهم نفوا ان تكون الولاياتالمتحدة احتكرت السيطرة على الجهاز. واوضحت الصحيفة ان بتلر رفض التعليق مباشرة على اقوال ريتر.