حاولت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس أن تنأى بنفسها عن مضاعفات استقالة المفتش الأميركي سكوت ريتر من لجنة الاممالمتحدة لنزع أسلحة الدمار الشامل للعراق أونسكوم الذي اعتبرت بغداد ان استقالته جاءت في اعقاب الكشف عما وصفته بعلاقاته مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي. وذكرت شبكة تلفزيونية أميركية ان تحقيقاً يجري مع ريتر في شأن اتهامات بتزويده معلومات عن أسلحة العراق، الأمر الذي نفاه الأخير ورفضت الجهات الأميركية المعنية التعليق عليه. تفاصيل اخرى ص3 ونفت الاممالمتحدة اتهامات وجهها ريتر للامين العام كوفي انان بأنه ومجلس الامن وواشنطن عرقلوا أعمال "أونسكوم". وشجب فريد ايكهارد الناطق باسم أنان في بيان ما اعتبره "تشويهاً كبيراً" من جانب ريتر. وقال أن انان "اقترح بأنه قد يكون من المفيد لمجلس الامن العودة الى الوراء وتقويم ما أمكن انجازه وما يتبقى عمله". وفي اشارة الى اتهام ريتر بأن هذا الاقتراح يشكل "انحرافاً" عن مهمة نزع السلاح "اضافة الى كونه تهريجاً"، قال ايكهارد : "هذا ليس انحرافاً عن نزع السلاح بل وسيلة لانجازه". واتهم ريتر ايضا الامين العام وممثله الخاص في العراق براكاش شاه بأنهما اصبحا "بوقاً للشكاوى العراقية فعلية كانت أم خيالية". ورد ايكهارد بأن "الاستماع الى شكاوى دولة عضو في الاممالمتحدة جزء من عمل" انان. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام في بغداد ان ريتر ضابط استخبارات في الجيش الأميركي وشارك في "العدوان الأميركي الامبريالي" على العراق قي 1991. ووصفه بأنه "ضابط المخابرات الاميركي الصهيوني"، مؤكداً "انكشاف صلته بجهاز الموساد الصهيوني". واعتبر ان استقالة ريتر تثبت صواب موقفه في ان "أونسكوم" تخضع لسيطرة اسرائيل والولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته اتهم العراق رئيس "أونسكوم" ريتشارد بتلر باختلاق أزمات وطلب من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان باتخاذ اجراء ضده. وبعث نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز برسائل الى أنان والرئيس الحالي لمجلس الامن يشكو فيها من تقرير صحافي قال فيه بتلر ان العراق ربما يكون في امكانه تعديل بعض صواريخه الى مدى اكبر مما تسمح به قرارات الاممالمتحدة عام 1991. وفي نيويورك صرح بتلر للصحافيين بأنه قبل استقالة ريتر بأسف عميق وشكره على جهوده "غير العادية" في اللجنة. ولكن ريتر حذر في مقابلة تلفزيونية غداة استقالته من "أونسكوم" من ان فشل الولاياتالمتحدة والمنظمة الدولية في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بغداد "سيسمح للعراق بأن يحتفظ بأسلحته المحظورة". وأعرب عن اعتقاده بأن واشنطن ومجلس الأمن "يسيران في الطريق الخطأ طالما انهما يتمسكان بالابقاء على الحصار ضد العراق ولا يصران على نزع أسلحته". وأوضح: "إذا استمرينا في هذا الطريق فسيكون هناك حل وسط ... اللجنة الخاصة ستضطر لاغلاق ملفات قبل الأوان، والنتيجة ان العراق سيسمح له بالاحتفاظ بأسلحة الدمار الشامل التي طالب مجلس الأمن بالتخلص منها". وفي واشنطن، اعتبر مسؤول اميركي ان استقالة ريتر هي نتيجة مشاكله مع "اونسكوم". وأضاف ان ريتر هو واحد من عدد كبير من المفتشين العاملين في اللجنة "والذي يهمنا هو ان اونسكوم تقوم بعملها بشكل جيد وان الولاياتالمتحدة هي من اكبر الدول التي تدعم "اللجنة الدولية" التي كشفت الكثير من الامور في العراق خلال الاشهر الماضية". وترافقت استقالة ريتر بالكشف عن معلومات مفادها ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي يجري تحقيقات عن كشف ريتر معلومات سرية الى اسرائيل. وذكرت شبكة "سي. بي. اس" امس عن التحقيق الذي يقوم به الپ"اف. بي. آي" حول تسريب المفتش الدولي المعلومات السرية الى اسرائيل. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" ان ريتر اكد وجود التحقيق الفيديرالي لكنه نفى قيامه بأي عمل مخالف للقانون. وفي مقابلة تلفزيونية اجرتها معه شبكة "سي. ان. ان" امس سئل، اذا كان جاسوساً. فأجاب: "كلا. وسئل ما اذا كان عمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية سي. اي. ايه فأجاب: كلا. وسئل اخيراً ما اذا كان عمل لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد. فأجاب: كلا. ولا صحة لكل هذا على الاطلاق". ورفض المسؤول في الادارة التعليق على الانباء عن وجود تحقيقات يقوم بها الپ"اف. بي. آي". وأكد ان الادارة لا تريد تحطيم سمعة ريتر وانما الرد على اتهاماته.. وقال: "اذا قال ريتر ان اونسكوم لا تقوم بعملها فاننا نختلف معه كلياً. ولا نتفق معه في رأيه حول الدور الاميركي"